أمريكا والعثمانية الجديدة
أمريكا والعثمانية الجديدة
بدأت تركيا في عهد أردوغان تنفيذ استراتيجيتها الخاصة المعروفة بالعثمانيين الجدد، لتكون قوة إقليمية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وفي سبيل ذلك خالف أردوغان سياسات الديمقراطية والحرية التي سادت تركيا منذ سنوات، وسعى إلى توطيد حكمه باستخدام الأساليب الدكتاتورية القمعية، وظهر ذلك بوضوح من خلال الممارسات التركية العدوانية ضد الأقلية الكردية، على الرغم من كونهم درعًا لصد هجمات داعش المتمركزة في سوريا والعراق، وقد ساعدت أمريكا تركيا على ذلك لكونها حليفًا مهمًّا وأساسيًّا لها ولـ”إسرائيل”، فمنذ عهد كلينتون تلقت تركيا كمية هائلة من الأسلحة الأمريكية، لمساعدتها على تنفيذ العمليات الوحشية لقمع الأكراد.
وقد ظلت العلاقات الأمريكية التركية قائمة حتى احتلت أمريكا العراق، واضطرت تركيا -تنفيذًا لإرادة الشعب- للامتناع عن الانضمام إلى الغزو، فسبّب موقفُها غضبًا أمريكيًّا شديدًا، خصوصًا بعد تطبيع العلاقات بين تركيا وإيران، ورغبة تركيا في إقامة تحالف آخر مع روسيا، وعلى الرغم من ذلك فقد ظل التحالف بينهما قائمًا، لكن بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان زاد التوتر مجددًا بين تركيا وأمريكا، فمن ناحية ساد اعتقاد بأن أمريكا هي من دبرت للانقلاب لأنها رفضت تسليم جولن | Gülen مُنفِّذ الانقلاب، ومن ناحيةٍ أخرى أُدينَت أمريكا بسبب دعمها لحكم أردوغان الاستبدادي وسياساته القمعية، بجانب مساندته لجبهة النصرة، واستمرار ممارساته الوحشية ضد الأكراد.
ومنذ فشل الانقلاب شرع أردوغان في اعتقال آلاف الأشخاص وإغلاق وسائل إعلامية ومدارس وجامعات مؤيدة للانقلاب، واتخذ خطوات جادة لوضع الجيش تحت سيطرته، وقد وقّعت مجموعة من الأكاديميين الأتراك -من بينهم نَعُوم تْشُومِسْكِي- عريضةً تدين الممارسات العدوانية والقمعية من الحكومة التركية ضد الشعب الكردي، لكن أردوغان هاجمهم واعتقل بعضهم ووصف تْشُومِسْكِي بالإرهابي، على الرغم من أن أردوغان نفسه يدعم “جبهة النصرة” التي صُنِّفَت جماعة إرهابية.
الفكرة من كتاب العالم.. إلى أين؟
نَعُوم تْشُومِسْكِي هو المفكر الأشهر في العالم الذي استطاع مواجهة أمريكا بجرائمها وممارساتها العدوانية في العالم كله، دافع عن حقوق المستضعفين تحت مسمى سياسة الحرب على الإرهاب، كما حدث في العراق وغيره، ما يميز تْشُومِسْكِي هو أن أفكاره تحكمها الأخلاق ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو صوت الأمل والتفاؤل الذي يؤمن بضرورة مقاومة الظلم والاستغلال مهما طال أمده.
يعرض لنا تْشُومِسْكِي -من خلال هذا الكتاب- آراءه وأفكاره حول قضايا عديدة ذات تأثيرٍ كبيرٍ في العالم بأكمله، وهي: الليبرالية الجديدة وأثرها في النظام السياسي والاقتصاد والمجتمع في أمريكا، كما يناقش تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية بما يحتويه من تدخلاتٍ عدوانية في أنظمة الدول الأخرى، ويتطرق إلى الحديث عن سياسة الحرب على الإرهاب ونتائجها المريرة التي ما زال العالم يدفع ثمنها حتى الآن، بجانب قضايا أخرى كأزمة اللاجئين وكارثة التغير المناخي.
مؤلف كتاب العالم.. إلى أين؟
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات ومفكر أمريكي وناشط سياسي، رائد في مجال السياسات العالمية والتاريخ واللغويات، درس الفلسفة والمنطق واللغات في جامعة بنسلفانيا، وعمل أستاذًا زائرًا في جامعة كولومبيا، وأستاذًا في قسم اللغويات الحديثة، حاز عديدًا من الجوائز منها “ميدالية هيلمهولتز”، وصنفته مجلة “نيو ستيتمنت” في المرتبة السابعة من أبطال عصرنا، له عدة مؤلفات منها:
أوهام الشرق الأوسط.
السيطرة على الإعلام.
الدول الفاشلة.
ماذا يريد العم سام؟
السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الاوسط.
معلومات عن المترجمة:
“ريم طويل”: مترجمة عربية، ترجمت عدة كتب، منها:
أريد أن أنام.
كل ما أعرفه عن الحب.
فنّ الهدوء.