أمان البيت والعمل
أمان البيت والعمل
من التغيرات الصعبة التي قد نتعرض لها، أن يضطر الشخص مثلًا إلى تغيير وظيفته أو فقدها تمامًا، أو انتقاله من مسكنٍ إلى آخر، فكل ذلك من شأنه أن يعرضه لمشكلات ماليةٍ لم تكن في حسبانه، فضلًا عن شعوره بالتهديد تجاه تقديره لذاته الذي يكتسبه من خلال عمله، وشعوره بعدم الراحة في احتمالية فقد مسكنه ووضعه الاجتماعي وهويته، أو كثير من العلاقات التي بناها في سنوات في هذا البيت الذي يتعرض لخسارته، فلا يجب علينا أبدًا أن نقدم النصائح بداعٍ وبلا داعٍ، بافتراض التقصير في من فقد وظيفته أو اضطر إلى تغييرها، ولا أن ننأى بأنفسنا عن الاختلاط بهؤلاء كأن ذلك الفقد عدوى يمكنها أن تصيبنا أيضًا، كما أنه من اللطيف جدًّا عند تقديم الدعم المادي إلى هؤلاء أن يكون الأمر سرًّا كي يسهل عليهم تقبّله حتى تنفرج غمتهم.
يجب أن نعي أن علاقة الإنسان بوظيفته وبيته الذي يؤويه إنما هي من أساس شعوره بالأمان والاستقرار، ولا يُنظر إلى تغيير المكان على أنه مجرد رحلةٍ سياحية، بغض النظر عن عدم استيعابنا لموت كثير من الصداقات والعلاقات العميقة جراء ذلك، فمن المهم أن نحافظ على تواصلنا الدائم معهم كي نجنبهم الشعور بالوحشة والغربة بعيدًا عن دائرتهم التي احتوتهم لسنواتٍ، ونقدم إليهم ما استطعنا من مساعدة مثل تجهيز أغراضهم وتنظيف منازلهم وإعداد الطعام لهم، وجميل أن نقدم هدية تذكارية إلى هذه العائلة؛ تذكرهم بنا متى رحلوا وتشعرهم بوجودنا الدائم في حياتهم مهما بعدت بيننا المسافات.
الفكرة من كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
ربما لا يمر شهرٌ أو حتى أسبوع إلا ونحتاج فيه إلى أن نمد يد المساعدة لمن حولنا، سواء بالقول أو الفعل، لكننا كثيرًا ما نقف مكتوفي الأيدي لا ندري ماذا نقول أو ماذا علينا أن نفعل بالتحديد كي يكون لمساعدتنا أثر في نفس المصاب أو المتألم، فلا شك أن المصائب تلجم الشخص منا وتشتت تركيزه عن كيفية التحكم في مشاعره أو مد يد العون إلى الغير، ولكن في النهاية لا بد أن نتخطاها ونفعل ما هو واجبٌ علينا من الدعم والمساندة تجاه الناس ومن نحب.
تمدنا الكاتبة بطرق واقعيةٍ يمكننا الاستعانةُ بها في دعم كل من يتعرضون لمصابٍ ما أو يمرون بأوقاتٍ صعبة تفوق قدرة تحملهم، لعلنا نستطيع بها أن يهوّن بعضنا على بعض، ونخفف من وطأة الألم على صاحبه، ولكن قبل أن نكتشف هذه الطرق، لا بد أن نعرف أولًا المواقف التي تحتاج منِّا إلى المساعدة.
مؤلف كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
لورين ليتوربريجز: كاتبة معاصرة، تعيش في مدينة ريدلاندس الأمريكية، متزوجة ولها ثلاثة أولاد، حصلت على شهادة في علم النفس، وعملت بها لمدة تجاوزت العشرين عامًا، تميزت في مجالي الكتابة والخطابة، كما أن لها اهتمامات عدة بالمسرح والأدب والتاريخ، ولم يؤخرها اهتمامها ورعايتها لأبنائها عن أن يكون لها عملًا خاصًّا، فهي تمتلك شركة -مقرها منزلها- تهتم بأمور الكتب والتصميمات، كما أنها تخصصت أيضًا في مجال العقار، وهي تهتم بشكلٍ عام بكيفية الاستفادة من المواهب والهوايات والاهتمامات الشخصية وتوظيفها لكي تكون مشروعًا وعملًا ذا قيمة.
معلومات عن المُترجم:
هُدى بهيج: مُترجمة مصريّة، عملت على ترجمة عدد من الكُتب، منها: خمس دقائق كل يوم، إبراهيم: معجزة قفزة الإيمان، الضغوط مفاتيح الانتصار على الاكتئاب.