أليس هو المُنّعِم على عبادِهِ؟
أليس هو المُنّعِم على عبادِهِ؟
هو الذي أنعم عليهم أولًا بالإيجاد، فهو الخَالِق إذ قدّر وجود المخلوقات، وهو البَارِئ إذ أوجدهم من العدم، وهو المُصوِّر إذ رتّب صور الموجودات في أحسن ترتيب.
وأنعم عليهم ثانيًا بالهداية إلى معرفته، فمن أسمائه “الهَادِي”: ومعناه الذي هدى عبادَه للتعرف عليه، وهدى كلَّ مخلوقٍ إلى ما لا بد منه في قضاء حاجاته، والهُداةُ من العباد هم الأنبياء والعلماء الذين هَدوا الخلق إلى معرفة الله وإلى سعادة الآخرة.
وأنعم عليهم ثالثًا بالرزق والعطايا، فمن أسمائه “الوهّاب”: ومعناه الذي تكثر هِبَاته لعباده لا لعوضٍ ولا لغرض، ولا يُتَصَوَّرُ ذلك إلا منه سبحانه وتعالى فإن الإنسان لا يُقدِم على فعل إلا لغرض.
ومن أسمائه “الرزّاق”: ومعناه الذي خلق الأرزاق وأوصلها إلى عباده وخلق لهم أسباب التمتع بها، وأبواب الرزق كثيرة لا تقتصر على الأقوات.
ومن أسمائه “الفتّاح”: فهو الذي يفتح بعنايته كل منغلق، ومَن انفتح لسانه بما يتعسر على الخلق فَهمه في أمور الدين والدنيا جديرٌ بأن يكون له حظٌّ من معنى هذا الاسم.
ومن أسمائه “الكَرِيم”: فهو الذي إذا أعطى زاد على منتهى الرجاء ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى، والكريم من العباد من تحقق ببعض هذا الوصف إذ لا يُتَصَوَّر الكرم المطلق إلا في حقه سبحانه وتعالى.
ومن أسمائه “الشّكور”: أي الذي يجازي بـيسير الطاعات كثيرًا من الدرجات.
ومن أسمائه “الوليّ”: ومعناه الذي يحب الخير لأوليائه وينصرهم.
الفكرة من كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
تبلُغ معرفة معاني أسماء الله تعالى في الدين الإسلامي مبلغًا عظيمًا، إذ ورد في حديث أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”، ولمّا كان كمال العبد وسعادته في التحلي بمعاني صفات الله -عز وجل- وأسمائه بقدر ما يُتصور في حقه
كان التعرف على معاني هذه الأسماء ونصيب العبد من التحلي بكل اسم منها من أشرف المعارف التي تقرب العبد من ربه وتوصله إليه، وللعباد حظوظ في التحلي بمعاني صفات الله بقدر سعيهم وتَرقّيهم في معرفتهم بمعانيها، ونحن نذكر في هذا الكتاب معنى كل اسم من أسمائه -سبحانه وتعالى- وحظ العبد من الاتصاف به.
مؤلف كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
أبو حامد الغزالي: إمام عصره في الفقه وعلم الكلام والتصوف، تصدَّرَ لتدريس العلم وهو ابن العشرين وطُلِبَ بالاسم من الخليفة للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وهي منارة العلم في عصره، وكان يحضر مجلسه المئات من طلبة العلم، توقف عن التدريس وبدأ رحلته في التصوف التي استمرت عشرةَ أعوام والتي كتب فيها كتابه إحياء علوم الدين، ثم عاد بعد ذلك إلى بغداد وتصدر للتدريس مرةً أخرى حتى وافته المنية عام 505 هجريًّا.
من مؤلفاته:
إحياء علوم الدين.
أيها الولد.
الاقتصاد في الاعتقاد