أليس هو المُدبِّر لِكُلِّ شَيء؟
أليس هو المُدبِّر لِكُلِّ شَيء؟
فمن أسمائه “الحَكَم”: ومعناه الذي رتّب الأسباب وحكم فيها، فهو الذي حكم على عباده بالسعادة والشقاء ويسّر لهم أسباب العمل لينالوا ما قضاه عليهم قبل خلقهم، والحَكَم من العباد من انشغل بطاعة الله ورضِيَ بأقداره وشاهد الحكمة في أفعاله.
ومن أسمائه “العَدل”: ومعناه الذي رتب الأشياء في مواضعها اللائقة بها، ولو بَطَلَ الترتيب لبَطَلَ النظام، والعدل من العباد من عَدَلَ في صفات نفسه وراعى حدود الشرع.
ومن أسمائه “الحَكِيم”: ومعناه العالم بأفضل الأشياء وأجلّ العلوم، والحكيم من العباد من عرف الله تعالى.
ومن أسمائه “اللَّطِيف”: ومعناه الذي يعلم دقائق المصالح وغوامضها ويسلك في إيصالها إلى الخلق سبيل الرفق، واللطيف من العباد من تلطف في دعوة الخلق إلى طاعة الله عز وجل.
ومن أسمائه “الوَكِيل”: ومعناه الذي تُوكَل إليه الأمور وهو جدير بها وفيٌّ بإتمامها، والوكيل من العباد من وكَّله الله بقضاء حوائج خلقه.
ومن أسمائه “الحَسِيب”: ومعناه الكافي الذي يحصل به وجود الأشياء ودوامها.
ومن أسمائه “الوالي”: ومعناه الذي يدبر أمور خلقه ويقوم عليها بالإدامة.
ومن أسمائه “الرّشيد”: ومعناه الذي تنساق تدبيراته إلى غايتها على سُنَنِ السداد، ورشدُ كلِّ عبدٍ بقدر هدايته في تدابيره إلى ما يوصله إلى الصواب في مقاصد دينه ودنياه.
ومن أسمائه “الصّبُور”: ومعناه الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، يُنزِّل الأمورَ بقدرٍ معلوم، أمّا صبر العبد فلا يخلو من مقاساة ومصابرة في طريق المجاهدة ليُقدِمَ على فعله أو تركه.
الفكرة من كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
تبلُغ معرفة معاني أسماء الله تعالى في الدين الإسلامي مبلغًا عظيمًا، إذ ورد في حديث أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”، ولمّا كان كمال العبد وسعادته في التحلي بمعاني صفات الله -عز وجل- وأسمائه بقدر ما يُتصور في حقه
كان التعرف على معاني هذه الأسماء ونصيب العبد من التحلي بكل اسم منها من أشرف المعارف التي تقرب العبد من ربه وتوصله إليه، وللعباد حظوظ في التحلي بمعاني صفات الله بقدر سعيهم وتَرقّيهم في معرفتهم بمعانيها، ونحن نذكر في هذا الكتاب معنى كل اسم من أسمائه -سبحانه وتعالى- وحظ العبد من الاتصاف به.
مؤلف كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
أبو حامد الغزالي: إمام عصره في الفقه وعلم الكلام والتصوف، تصدَّرَ لتدريس العلم وهو ابن العشرين وطُلِبَ بالاسم من الخليفة للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وهي منارة العلم في عصره، وكان يحضر مجلسه المئات من طلبة العلم، توقف عن التدريس وبدأ رحلته في التصوف التي استمرت عشرةَ أعوام والتي كتب فيها كتابه إحياء علوم الدين، ثم عاد بعد ذلك إلى بغداد وتصدر للتدريس مرةً أخرى حتى وافته المنية عام 505 هجريًّا.
من مؤلفاته:
إحياء علوم الدين.
أيها الولد.
الاقتصاد في الاعتقاد