أليس هو القَادِر على كُلِّ شَيء والمُنزَّه عن كُلِّ نَقص؟
أليس هو القَادِر على كُلِّ شَيء والمُنزَّه عن كُلِّ نَقص؟
فمن أسمائه “القادِر – المُقتدر”: ومعناه موجِدُ الأشياءَ وَفق إرادته وعلمه، وقدرة العبد مهما بلغت ناقصةٌ، لأنها تابعةٌ مقهورةٌ تحت قدرة الله.
ومن أسمائه “القويُّ – المتين”: فهو من حيث بلوغ قدرته تمامها قوي، ومن حيث شدة قوتِهِ متين.
ومن أسمائه “الغنيُّ – المُغني”: ومعناه الذي لا تعلُّّق له بغيره في ذاته ولا في صفاته، ولا يتصور الغِنى المطلق إلا له -سبحانه وتعالى- إذ العبد أبدًا فقيرٌ محتاجٌ إليه والله -سبحانه وتعالى- هو الذي يغنيه إذ هو المُغني.
ومن أسمائه “المُهيمن”: ومعناه القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم بعلمه وقدرته وحفظه.
ومن أسمائه “مالكُ المُلك”: ومعناه الذي تنفذ مشيئته في مملكته كيف شاء ومتى شاء.
ومن أسمائه “ذو الجلالِ والإكرام”: ومعناه الذي لا جلال ولا كمال ولا كرامة إلا له سبحانه وتعالى.
ومن أسمائه “الوارِث”: ومعناه الذي يرجع إليه كل شيء بعد فناء من يملِكه.
ومن أسمائه “الباعِث”: فهو الذي يبعث الخلق بعد الممات.
ومن أسمائه “المُقسِط”: فهو الذي ينتصف للمظلوم من الظالم.
ومن أسمائه “القُدُّوس”: ومعناه المُنزَّه عن كل وصف يدركه حِسٌّ أو يتصوره خيال، فلهُ الكمال المطلق.
ومن أسمائه “السّلام”: ومعناه الذي تسلم ذاته وصفاته من العيوب والنقص، والسلام من العباد من سلِمَ من آفات نفسه ظاهرًا وباطنًا.
ومن أسمائه “الحَمِيد”: ومعناه المحمود المُثنى عليه بأوصاف الكمال، والحميد من العباد من حُمِدَت أعماله وأخلاقه وأقواله.
الفكرة من كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
تبلُغ معرفة معاني أسماء الله تعالى في الدين الإسلامي مبلغًا عظيمًا، إذ ورد في حديث أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”، ولمّا كان كمال العبد وسعادته في التحلي بمعاني صفات الله -عز وجل- وأسمائه بقدر ما يُتصور في حقه
كان التعرف على معاني هذه الأسماء ونصيب العبد من التحلي بكل اسم منها من أشرف المعارف التي تقرب العبد من ربه وتوصله إليه، وللعباد حظوظ في التحلي بمعاني صفات الله بقدر سعيهم وتَرقّيهم في معرفتهم بمعانيها، ونحن نذكر في هذا الكتاب معنى كل اسم من أسمائه -سبحانه وتعالى- وحظ العبد من الاتصاف به.
مؤلف كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
أبو حامد الغزالي: إمام عصره في الفقه وعلم الكلام والتصوف، تصدَّرَ لتدريس العلم وهو ابن العشرين وطُلِبَ بالاسم من الخليفة للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وهي منارة العلم في عصره، وكان يحضر مجلسه المئات من طلبة العلم، توقف عن التدريس وبدأ رحلته في التصوف التي استمرت عشرةَ أعوام والتي كتب فيها كتابه إحياء علوم الدين، ثم عاد بعد ذلك إلى بغداد وتصدر للتدريس مرةً أخرى حتى وافته المنية عام 505 هجريًّا.
من مؤلفاته:
إحياء علوم الدين.
أيها الولد.
الاقتصاد في الاعتقاد