أليس جديرًا بأن يُرجى؟
أليس جديرًا بأن يُرجى؟
فمن أسمائه “الرّحيم”: وهو اسمٌ مشتقٌّ من الرحمة وهي إرادة إيصال الخير، ورحمةُ الله تامةٌ، إذ قضت حاجة المحتاجين على أكمل وجه، وعامةٌ إذ شمِلَت المستحِقَّ وغيرَ المستحِقِّ، والرحيم من العباد من لم يدَع فاقةً للمحتاجينَ إلا سدها بقدرِ طاقتِهِ.
ومن أسمائه “الرحمن”: وهو اسمٌ بمعنى الرحيم لكنه أخصُّ مِنهُ إذ لا يُطلَقُ على ما سوى اللهِ تعالى، ورحمته -سبحانه وتعالى- شاملة لأمر الإيجاد، وأمر الهداية والسعادة، وأمور الآخرة.
ومن أسمائه “الغفّار”: ومعناه الذي يسترُ القبائحَ ومن جملتها الذنوب.
ومن أسمائه “الغَفُور”: وهو بمعنى الغفار، ولكن الغفار ينبئ عن كثرة المغفرة والغفور ينبئ عن تمام المغفرة وكمالها.
ومن أسمائه “التّواب”: ومعناه الذي يرجع إليه تيسير أسباب التوبة لعباده مرةً بعد مرة.
ومن أسمائه “العَفُوّ”: ومعناه الذي يمحو السيئات، والعفْو أبلغ من المغفرة إذ إن المحو أبلغ من الستر.
ومن أسمائه “الرَّؤوف”: وهو بمعنى الرحيم مع المبالغة، فمعنى الرأفة شدةُ الرحمة.
ومن أسمائه “الوَدُود”: ومعناه المحسن المنعم على خلقه على سبيل الابتداء دون حاجةٍ أو اضطرار منهم، والودود من العباد من أراد لغيره ما يريد لنفسه.
ومن أسمائه “البرّ”: ومعناه المحسن لعباده، والبر من العباد من بَرّ والديه وأصحاب الحقوق عليه.
ومن أسمائه “الحَليم”: ومعناه الذي يترك عصاة العباد ولا يؤاخذهم مع كمال قدرته، والحِلم من محاسن الخصال في العبد إذا اتصف بِه.
الفكرة من كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
تبلُغ معرفة معاني أسماء الله تعالى في الدين الإسلامي مبلغًا عظيمًا، إذ ورد في حديث أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”، ولمّا كان كمال العبد وسعادته في التحلي بمعاني صفات الله -عز وجل- وأسمائه بقدر ما يُتصور في حقه
كان التعرف على معاني هذه الأسماء ونصيب العبد من التحلي بكل اسم منها من أشرف المعارف التي تقرب العبد من ربه وتوصله إليه، وللعباد حظوظ في التحلي بمعاني صفات الله بقدر سعيهم وتَرقّيهم في معرفتهم بمعانيها، ونحن نذكر في هذا الكتاب معنى كل اسم من أسمائه -سبحانه وتعالى- وحظ العبد من الاتصاف به.
مؤلف كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
أبو حامد الغزالي: إمام عصره في الفقه وعلم الكلام والتصوف، تصدَّرَ لتدريس العلم وهو ابن العشرين وطُلِبَ بالاسم من الخليفة للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وهي منارة العلم في عصره، وكان يحضر مجلسه المئات من طلبة العلم، توقف عن التدريس وبدأ رحلته في التصوف التي استمرت عشرةَ أعوام والتي كتب فيها كتابه إحياء علوم الدين، ثم عاد بعد ذلك إلى بغداد وتصدر للتدريس مرةً أخرى حتى وافته المنية عام 505 هجريًّا.
من مؤلفاته:
إحياء علوم الدين.
أيها الولد.
الاقتصاد في الاعتقاد.