أليس جديرًا بأن يُخاف؟
أليس جديرًا بأن يُخاف؟
فمن أسمائه “الملِك”: ومعناه المستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ويحتاجُ إليه كلُّ موجود، والعبدُ أبدًا فقيرٌ، فلا يُتصوَّر في حقه المُلكُ المطلق وإن كان ربما يناله شَوْبٌ من الملك، والمَلِك من العباد من استغنى عمّا سوى الله.
ومن أسمائه “العَزيز”: ومعناه الذي يستحيل وجودُ مثلِهِ وتشتد الحاجةُ إليهِ ويصعُبُ الإحاطة بكُنْهه.
ومن أسمائه “الجبَّار”: ومعناه الذي تنفُذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل أحد، والجبار من العباد من ارتفع عن اتباع المخلوقين، ونال درجة الاقتداء والاتباع، وهي درجة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
ومن أسمائه “القهَّار”: ومعناه الذي ما من موجود إلا وهو مسخرٌ تحت قهره، والقهار من العباد من قهر شهوات نفسه.
ومن أسمائه “العَظيم”: ومعناه الذي لا يُتصوَّر الإحاطة بكُنْهه بالمشاهدة أو العقل، والعظماء من العباد هم الأنبياء والعلماء إذ يقصر العقل عن الإحاطة بكمالهم.
ومن أسمائه “العَليّ”: ومعناه الذي لا رتبة فوق رتبته.
ومن أسمائه “المُتعالي”: وهو بمعنى العَليّ مع المبالغة.
ومن أسمائه “الكَبير”: ومعناه الكامل في ذاته الدائم أزلًا وأبدًا.
ومن أسمائه “المُنتقم”: ومعناه الذي يشدد العقاب على الطغاة، والمنتقم مِن العباد مَن انتقم من أعداء الله.
ومن أسمائه “الجَليل”: ومعناه الموصوف بنعوت الجلال كالعز والمُلك والقدرة والعلم، وصفات الجلال متى أدركها العبد ببصيرته صارت في حقه جمالًا.
الفكرة من كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
تبلُغ معرفة معاني أسماء الله تعالى في الدين الإسلامي مبلغًا عظيمًا، إذ ورد في حديث أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”، ولمّا كان كمال العبد وسعادته في التحلي بمعاني صفات الله -عز وجل- وأسمائه بقدر ما يُتصور في حقه
كان التعرف على معاني هذه الأسماء ونصيب العبد من التحلي بكل اسم منها من أشرف المعارف التي تقرب العبد من ربه وتوصله إليه، وللعباد حظوظ في التحلي بمعاني صفات الله بقدر سعيهم وتَرقّيهم في معرفتهم بمعانيها، ونحن نذكر في هذا الكتاب معنى كل اسم من أسمائه -سبحانه وتعالى- وحظ العبد من الاتصاف به.
مؤلف كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
أبو حامد الغزالي: إمام عصره في الفقه وعلم الكلام والتصوف، تصدَّرَ لتدريس العلم وهو ابن العشرين وطُلِبَ بالاسم من الخليفة للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وهي منارة العلم في عصره، وكان يحضر مجلسه المئات من طلبة العلم، توقف عن التدريس وبدأ رحلته في التصوف التي استمرت عشرةَ أعوام والتي كتب فيها كتابه إحياء علوم الدين، ثم عاد بعد ذلك إلى بغداد وتصدر للتدريس مرةً أخرى حتى وافته المنية عام 505 هجريًّا.
من مؤلفاته:
إحياء علوم الدين.
أيها الولد.
الاقتصاد في الاعتقاد.