ألم جلد الذات

ألم جلد الذات
هل تؤنب نفسك كثيرًا؟ وتتوقف طويلًا أمام أخطائها، وتجد صعوبة في تجاوز إخفاقاتها مهما كانت صغيرة، وتصدر أفكارًا سلبية تشوه بها صورتك الذاتية؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فلعلك تشعر أنك عالق في منطقة بعينها ولا تستطيع التقدم إلى الأمام دون أن تدرك السبب، وإذا كان هذا الشعور يلازمك لفترة طويلة، فأنت متورط في شعور ألم جلد الذات.

وقد تتفاجأ إذا أخبرتك أن مشاعر جلد الذات وهمية، مثلها مثل إيمان أحدهم بالخرافات، فمشاعر جلد الذات نتجت عن معتقدات خاطئة عن النفس، صدقتها وأوصلتك إلى مشاعر أخرى كالاكتئاب والخوف وعدم الثقة بالنفس، ومع الأسف هو شعور مهين للنفس، وقادر على استنزاف طاقتك وعرقلة إنجازاتك، ويشبه الضباب الكثيف الذي يمنعك من الرؤية، فمن أين تبدأ علاقتنا بهذا الشعور؟
غالبًا ما تبدأ القصة منذ الطفولة، إذ إن المفاهيم الخاطئة التي يضعها الوالدان في عقول أبنائهما، وبعض ردود الأفعال القاسية تجاه تصرفاتهم التي تعد بالنسبة إليهم خاطئة، بالإضافة إلى الأسباب أخرى الناتجة عن المغالطات المجتمعية، مثل تلقي النقد واللوم من شخص قريب، والتعرض للمعاقبة على الأخطاء، حتى يتحول المُتلقي لكل هذا التقريع إلى شخص يجلد نفسه والآخرين طوال الوقت.
وهناك خلط دائم بين جلد النفس ومجاهدتها بتوجيهها، فمجاهدة النفس تعني إصلاحها دون كسرها وإغلاق باب الإصلاح في وجهها كما في جلد النفس،مع اليقين أننا مكلفون بالسعي لا النتائج.
وحان الوقت الآن لنعرف تقنيات التعافي من ألم جلد النفس؛ أول تقنية هي التعامل مع النفس برحمة: بأن تسامحها على أخطائها وتستفيد منها، وأما التقنية الثانية: فمواجهة جلد الذات، وهنا ستسأل نفسك بعض الأسئلة وتتفكر فيها وتجيب عنها كتابةً، مثل: ما الذي تؤنَّب عليه؟ وما الذي تؤنِّب عليه نفسك؟ ومن هؤلاء الذين يؤنبونك؟ وما واجباتك التي أنت ملزم بها حقًّا؟ وأخيرًا اسأل نفسك ما الذي ستخسره إذا استمررت في تأنيب ذاتك؟
والتقنية الثالثة أن تغير وعيك تجاه الماضي وذلك بأن تفكر بعقلية الحكيم بدلًا من الضحية، والتقنية الرابعة أن تجعل ألم هذا الماضي تجربة إيجابية وثرية لك، والتقنية الخامسة والأخيرة أن تكتب رسالة اعتذار وتقدير إلى نفسك.
الفكرة من كتاب نعمة الألم: رحلتك للتعافي من آلام ظننتها لن تشفى أبدًا، سيذهلك ما ستصل إليه خلال هذه الرحلة
هل لك أن تتخيل أن تقول شكرًا لك أيها الألم؟ ذاك الألم الذي قذف بك وبقوة في قاع الحزن، وربما ظننت أنه لم يمنحك شيئًا آخر سوى الوجع.
مع كتاب اليوم سنسير في رحلة التعافي، إنها ليست رحلة سهلة ولكنها الأثمن على الإطلاق، رحلة ستجعلك تتمتع بالوعي وقوة التفكير، وتتعامل بأسلوب ورؤية جديدة تستفيد بها من المحن وترى فيها النعم القابعة، وتصبح أكثر تحملًا للألم وامتنانًا له حتى تشعر أنه يُربت على كتفيك، وذلك من خلال أربعة أنواع شائعة للآلام التي نمر بها في أثناء حياتنا والتعافي منها، وهي: ألم جلد الذات، وألم القلق والأفكار السلبية، وألم الغضب، وألم التعلّق.
مؤلف كتاب نعمة الألم: رحلتك للتعافي من آلام ظننتها لن تشفى أبدًا، سيذهلك ما ستصل إليه خلال هذه الرحل
نشوى صلاح: كاتبة مصرية، واستشارية الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية والاجتماعية وتطوير الذات. حاصلة على درجة الدكتوراه في العلاج السلوكي المعرفي من جامعة بوسطن، ساعدت مئات المرضى والعملاء على تجاوز محنهم واستعادة ثقتهم بأنفسهم، واستعادة القدرة على اكتساب المرونة للتكيف مع مشكلات الحياة النفسية والشخصية والأسرية وتجاوزها في مختلف المراحل العمرية، لها العديد من الكتابات والمقالات التحفيزية على منصات التواصل الاجتماعي.
لها مؤلفات عدة، من أشهرها:
قهوة صباحية مع النفس: رحلتك لإعادة اكتشاف ذاتك.. سيذهلك ما ستعرفه عن نفسك.
أربع محاولات للحياة.
الأخرى.
على خطى إبراهيم.
كبوة مهرة.