ألم القلق والأفكار السلبية

ألم القلق والأفكار السلبية
هل استسلمت يومًا لأفكارك السلبية حتى التهمك القلق وسيطر على حياتك وسلبك الراحة والسكينة، وربما كانت هذه الأفكار في البداية مجرد أفكار عابرة، وليست بمشكلة حقيقية على الإطلاق مثل الخوف أو الشك غير المبرر في أحد المقربين، وتنطلق من هذه الفكرة السلبية إلى دائرة القلق، فتلي الفكرة وإن كانت غير حقيقية مشاعر القلق وتترتب عليها أعراض جسدية وسلوكية، ومن الطبيعي أن يتعرض الإنسان للقلق أو الفزع من حين إلى آخر، في الأوقات العادية يعد ذلك حماية للإنسان، ولكنه إذا تكرر في فترات متقاربة ودون أسباب حقيقية لدرجة تعوق مجرى الحياة اليومية، يتحول إلى اضطراب قلق، وهناك أنواع لاضطراب القلق منها: الرهاب الاجتماعي،ونوبات الهلع، ورهاب الخلاء، واضطراب قلق الانفصال، وعمومًا الطبيب النفسي هو من بشخّص اضطراب القلق بناءً على إصابة الشخص يوميًّا بالقلق ودراسة حالته لمدة ستة أشهر، ولكن إذا لم يصل قلقنا إلى مرحلة الاضطراب، فكيف نحمي أنفسنا من هذه الأفكار السلبية قبل أن تأخذنا نحو اضطراب القلق المزمن؟

توجد ست تقنيات، أول تقنية هي محاورة القلق، وذلك عن طريق هذا التمرين، الذي ستحضر فيه مجموعة من الأوراق وقلمًا وتكتب الآتي: قائمة بكل الأمور التي تقلقك، وبعد ذلك رتبها من الأكبر إلى الأصغر بالنسبة إليك، واختر واحدًا منها لنطبق عليه التمرين، بعد أن تحدده، فكر ما الأفكار التي تأتيك وتسبب لك هذا القلق، وأعط قلقك درجة من 10، ثم ضع أسوأ احتمال يمكن حدوثه، وما سيترتب عليه إذا حدث، وبعد ذلك تعامل على أنه حدث بالفعل، كيف ستتكيف معه حينها؟
ومن ثم قِس درجة قلقك من 10 مرةً أخرى، وفكر في دليل مضاد يجعل قلقك لا يتحول إلى حقيقة، وضع للقلق مقياسًا من 10، وأخيرًا أعطِ احتمال حدوث الأمر درجة جيدة.
والتقنية الثانية لمحاربة القلق والأفكار السلبية أن تقدر المخاطر، وأن تطمئن نفسك حين استقبالها، والتقنية الثالثة هي التخيل، لتسترخي وتحصل على مسافة آمنة بينك وبين القلق، والتقنية الرابعة السيطرة على الأفكار السلبية، والتقنية الخامسة هي طريقة التعامل مع المشكلات بمرونة والبحث عن حلول، والتقنية السادسة هي إسكات القلق والتوقف عن التخمينات التي تقلقك.
الفكرة من كتاب نعمة الألم: رحلتك للتعافي من آلام ظننتها لن تشفى أبدًا، سيذهلك ما ستصل إليه خلال هذه الرحلة
هل لك أن تتخيل أن تقول شكرًا لك أيها الألم؟ ذاك الألم الذي قذف بك وبقوة في قاع الحزن، وربما ظننت أنه لم يمنحك شيئًا آخر سوى الوجع.
مع كتاب اليوم سنسير في رحلة التعافي، إنها ليست رحلة سهلة ولكنها الأثمن على الإطلاق، رحلة ستجعلك تتمتع بالوعي وقوة التفكير، وتتعامل بأسلوب ورؤية جديدة تستفيد بها من المحن وترى فيها النعم القابعة، وتصبح أكثر تحملًا للألم وامتنانًا له حتى تشعر أنه يُربت على كتفيك، وذلك من خلال أربعة أنواع شائعة للآلام التي نمر بها في أثناء حياتنا والتعافي منها، وهي: ألم جلد الذات، وألم القلق والأفكار السلبية، وألم الغضب، وألم التعلّق.
مؤلف كتاب نعمة الألم: رحلتك للتعافي من آلام ظننتها لن تشفى أبدًا، سيذهلك ما ستصل إليه خلال هذه الرحل
نشوى صلاح: كاتبة مصرية، واستشارية الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية والاجتماعية وتطوير الذات. حاصلة على درجة الدكتوراه في العلاج السلوكي المعرفي من جامعة بوسطن، ساعدت مئات المرضى والعملاء على تجاوز محنهم واستعادة ثقتهم بأنفسهم، واستعادة القدرة على اكتساب المرونة للتكيف مع مشكلات الحياة النفسية والشخصية والأسرية وتجاوزها في مختلف المراحل العمرية، لها العديد من الكتابات والمقالات التحفيزية على منصات التواصل الاجتماعي.
لها مؤلفات عدة، من أشهرها:
قهوة صباحية مع النفس: رحلتك لإعادة اكتشاف ذاتك.. سيذهلك ما ستعرفه عن نفسك.
أربع محاولات للحياة.
الأخرى.
على خطى إبراهيم.
كبوة مهرة.