ألم التعلّق

ألم التعلّق
هناك من يقع في علاقة ضبابية ليس لها ملامح دون القدرة على التوقف والابتعاد عنها، وهناك من يقع في علاقة حب من طرف واحد وحب من أول نظرة، وهناك من يظن أن حياته ستتوقف إذا لم يتزوج شخصًا بعينه وأنه وجد توأم روحه، بغض النظر عن أي اعتبارات قد تجعل هذا الآخر ليس شخصًا مناسبًا، فجميع من وقع في قصص مثل تلك تورط في خطأ كبير وهو التعلّق، والتعلق هو حالة إدمان لشعور بعينه أو اعتراف أحدهم أن شخصًا أو حتى شيئًا بعينه ليس له بديل في الحياة، وأنه يحتاج إليه بشكل يفوق أي وصف، وهناك فرق بين الحب والتعلق، فالحب أمر صحي والتعلق أمر مرضي، فالحب يُبنى على شعور الحرية، ويجد فيه المرء سعادته مع الطرف الآخر، ويكون فيه العطاء بوعي، إذًا كيف تعرف أنك في علاقة مؤلمة؟

عندما تجد أن الطرف الآخر كان شخصية ساحرة ثم تغير بشكل غريب وغير مبرر، وكان مهتمًّا بك للغاية في بداية العلاقة ثم خفت اهتمامه تدريجيًّا، لا يفعل مجهودًا لأجلك ولا للاحتفاظ بك، يجعلك لست نفسك السابقة، وفاقدًا للثقة بنفسك، وتشعر أنك المخطئ دائمًا، وما يجعلك تتورط في ألم التعلق أكثر هو تبرير الخطأ، ومنحه الكثير من الأعذار، كأن تقول: “ربما أكون أنا شخصًا حساسًا”، لذا دعنا نتخلص من هذا الألم ونبدأ في تقنيات التعافي.
أول تقنية هي الاعتراف والمواجهة، فأحضر ورقة وقلمًا واكتب فيها اعترافًا أنك تعاني من التعلق وتكتب اسم الشخص وأنك قررت أن تفك هذا التعلق، واكتب العواقب التي ستتعرض لها إذا استمررت في هذه العلاقة، واكتب الطريق الجديد الذي سيحقق لك شعورًا جيدًا مثل التطوع بجمعية خيرية، وذلك لمدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع والخامس، اضبط هاتفك على وضعية السلفي وكرر الكلام السابق نفسه أمام الكاميرا، والتمرين له نموذج للملء في الكتاب، وفي الخطوة الثانية: أحضر ورقة واقسمها نصفين واكتب اسم الشخص في جهة واسمك في جهة، ثم اقطعها نصفين، واحتفظ بالقسم الذي به اسمك فقط، وافعل ذلك يوميًّا لمدة ستة وستين يومًا.
وفي التقنية الثانية، تعلم اختيار البدائل التي تملأ بها خزانك الشعوري بعد مفارقة الشخص المُتعلق به.
الفكرة من كتاب نعمة الألم: رحلتك للتعافي من آلام ظننتها لن تشفى أبدًا، سيذهلك ما ستصل إليه خلال هذه الرحلة
هل لك أن تتخيل أن تقول شكرًا لك أيها الألم؟ ذاك الألم الذي قذف بك وبقوة في قاع الحزن، وربما ظننت أنه لم يمنحك شيئًا آخر سوى الوجع.
مع كتاب اليوم سنسير في رحلة التعافي، إنها ليست رحلة سهلة ولكنها الأثمن على الإطلاق، رحلة ستجعلك تتمتع بالوعي وقوة التفكير، وتتعامل بأسلوب ورؤية جديدة تستفيد بها من المحن وترى فيها النعم القابعة، وتصبح أكثر تحملًا للألم وامتنانًا له حتى تشعر أنه يُربت على كتفيك، وذلك من خلال أربعة أنواع شائعة للآلام التي نمر بها في أثناء حياتنا والتعافي منها، وهي: ألم جلد الذات، وألم القلق والأفكار السلبية، وألم الغضب، وألم التعلّق.
مؤلف كتاب نعمة الألم: رحلتك للتعافي من آلام ظننتها لن تشفى أبدًا، سيذهلك ما ستصل إليه خلال هذه الرحل
نشوى صلاح: كاتبة مصرية، واستشارية الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية والاجتماعية وتطوير الذات. حاصلة على درجة الدكتوراه في العلاج السلوكي المعرفي من جامعة بوسطن، ساعدت مئات المرضى والعملاء على تجاوز محنهم واستعادة ثقتهم بأنفسهم، واستعادة القدرة على اكتساب المرونة للتكيف مع مشكلات الحياة النفسية والشخصية والأسرية وتجاوزها في مختلف المراحل العمرية، لها العديد من الكتابات والمقالات التحفيزية على منصات التواصل الاجتماعي.
لها مؤلفات عدة، من أشهرها:
قهوة صباحية مع النفس: رحلتك لإعادة اكتشاف ذاتك.. سيذهلك ما ستعرفه عن نفسك.
أربع محاولات للحياة.
الأخرى.
على خطى إبراهيم.
كبوة مهرة.