ألزهايمر ورفاقه
ألزهايمر ورفاقه
ترتبط الشيخوخة بمجموعة من الاضطرابات مثل الألزهايمر والخرف ومرض باركنسون، ولكن في البداية أود إخبارك بأن هناك مرحلة وسطية بين الحالة الطبيعية للدماغ وإصابته بالاضطراب، ويستخدم الأطباء مصطلح “تدهور الإدراك المعتدل | MCI” لوصف هذه المرحلة. التي ترتبط بمجموعة من الأعراض مثل: كثرة النسيان، وصعوبة تذكر الأماكن المألوفة، والشعور بالإرهاق الشديد مع أي عملية ذهنية ولو بسيطة، مع عدم القدرة على تقدير الوقت المناسب لمهمة معينة، والتغير الحاد في المشاعر وتزايد معدلات الإحباط والقلق، كما قد تصبح سلوكيات الشخص غير لائقة بصورة متزايدة، ولأن هذه الأعراض تتشابه مع الاضطرابات العقلية الحقيقية، يصبح الحد الفاصل بينهما هو مدى قدرة الشخص على ممارسة مهام حياته بشكل طبيعي. وقد يتعايش المصابون بتدهور الإدراك المعتدل معه بشكل جيد، ولكن على الجانب الآخر هناك من تتطور حالته ويمضي نحو الخرف وألزهايمر وباركنسون.
فما الخرف؟ الخرف مصطلح جامع لمجموعة من الأعراض المتعلقة بتدهورٍ أو فقدٍ للوظائف الإدراكية والعقلية للدماغ، ولا يأتي الخرف على هيئة واحدة وإنما له أنواع عديدة أهمها “خرف جسيمات ليوي” الذي يمثل نحو خمسة عشر إلى خمسة وثلاثين بالمئة من إجمالي أنواع الخرف، وقد سُمي بذلك نسبة إلى العالم الألماني “فريدريك ليوي” إذ كان أول من لاحظ وجود نقاط داكنة صغيرة حول الخلايا العصبية للأشخاص المصابين، وتتمثل أعراض خرف جسيمات ليوي في اضطرابات النوم، والاختلالات الحركية، وفقدان الذاكرة، والهلوسة البصرية. هذا عن الخرف فماذا عن مرض باركنسون؟ مرض باركنسون أو ما يسمى بالشلل الرعاش واحد من أسوأ أمراض الشيخوخة، إذ يتسبب في فقدان التحكم بالحركة، والشعور بالاكتئاب والقلق، وتدهور الوظائف الإدراكية، وسُمي بذلك نسبة إلى الطبيب البريطاني جيمس باركنسون، ويحدث بسبب تلف بعض خلايا المخ المفرزة لمادة الدوبامين.
أما الألزهايمر فالمجهول عنه أكثر من المعلوم، وتتشابه أعراضه مع غيره من الاضطرابات العقلية، وإليك مجموعة من العلامات التحذيرية التي تساعدك على الاكتشاف المبكر والسيطرة على الألزهايمر: كثرة النسيان بشكل معوق للحياة، وصعوبة ممارسة الروتين اليومي، مع وجود مشكلات في الكتابة أو النطق، ووضع الأشياء في غير أماكنها المخصصة كوضع الأدوية في وعاء الصابون، والانقطاع عن العمل والتفاعلات الاجتماعية، وسوء تقدير الزمان والمكان، وتغيرات في الشخصية والحالة المزاجية.
الفكرة من كتاب قواعد الدماغ لشيخوخة جيدة: 10 مبادئ لتبقى في حيوية، سعادة ونشاط
في الشباب نظل باحثين عن أفضل الخطط لاستثمار العشرينات وعن 10 أشياء لا ينبغي أن تتم الثلاثين قبل فعلها وعن كيفية تحقيق الأهداف ونيل السعادة وغيرها الكثير، ومع هذا لا يشغلنا الادخار للكبر ولا نهتم ببناء عادات نتكئ عليها في شيخوختنا، وذلك لأننا لا نضع مرحلة الشيخوخة في الحسبان وإنما ننظر إلى الحياة على أنها شباب فقط
ثم إذا انتهى جلسنا نبكي على أطلاله حتى نلقى الموت، ولكن ألم يأن أن نبحث عن أفضل الخطط لعيش شيخوخة سعيدة، وعن كيفية استثمار الوقت في الكبر، وعن أهم العادات التي تعزز الصحة الجسدية والعقلية؟! أرجو أن تردد بداخلك الآن بلى! بلى! وتبدأ أولى خطواتك في رحلة الصلح مع الشيخوخة بقراءة هذا الكتاب.
مؤلف كتاب قواعد الدماغ لشيخوخة جيدة: 10 مبادئ لتبقى في حيوية، سعادة ونشاط
جون ميدينا: هو عالم أحياء مختص في البيولوجيا الجزيئية، له عديد من الأبحاث في ما يخص الجينات المشاركة في تطور الدماغ البشري وكذلك الجينات المسؤولة عن الاضطرابات النفسية، حصل على درجة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية من جامعة واشنطن.
ومن مؤلفاته:
Brain Rules: 12 Principles for Surviving and Thriving at Work, Home, and School
Attack of the Teenage Brain! Understanding and Supporting the Weird and Wonderful Adolescent Learner
Brain Rules for Baby: How to Raise a Smart and Happy Child from Zero to Five