ألا ترى أنني مشغولٌ!
ألا ترى أنني مشغولٌ!
سيظلُّ لدى بعض الناسِ اعتراضاتٌ واستشكالات حول مسألة إدارة الوقت برغم ما ذكرناه، سنجد أحدهم يقول إنني مشغول جدًّا، ولا أملك وقتًا للتخطيط، وهذا سنرد عليه بأقصوصة طريفة؛ يُحكى أن أحدَهم مرَّ بحطابٍ في الغابة وكان مجتهدًا في عمله، ولكن فأسه لم تكن حادة، فقال له الرجل المار: «لمَ لا تشحذ فأسك؟»، فرد عليه الحطاب وهو منهمك في عمله قائلًا: «ألا ترى أنني مشغولٌ بعملي؟».
حالُ هذا الحطاب كحال صاحبنا الذي يدعي الانشغال عن التخطيط أو يراه مضيعة للوقت، ألسنا نجهز الأرض قبل زراعتها ونعد حقائبنا وزادنا للرحلات؟ فلمَ لنا لا نخطط لأعمالنا قبل أن نبدأها ونخطط ليومنا لئلا يضيع سدًى؟
سنجد شخصًا آخر يقول إنه ليس بحاجة إلى التخطيط لأنه لا يملك مشاريع كبيرة، لكن إنما السيل اجتماع النقط، والأمور البسيطة ربما تهدر ساعات طويلة سنويًّا، لو قلنا مثلًا إنك تحتاج إلى عشر دقائق لتقطع الطريق بين عملك وبيتك، فهذا يعني أنك تحتاج إلى عشرين دقيقة كل يوم، وإذا كان عملك خمسة أيام أسبوعيًّا فهذا يعني 100 دقيقة أسبوعيًّا في الطريق، أي إنك ستمضي في الطريق نحو 88 ساعة سنويًّا! فكيف إذا استغللت هذه الدقائق كل يوم في ذكر الله، أو في سماع محاضرات نافعة، ألن يتغير حالك كثيرًا؟
ولا يقولنَّ أحد إنه لا يحتاج إلى كتابة أهدافه ومهماته لأنه يعرفها، لأنه ما من ذاكرة كاملة لا تنسى، وكتابتك لمهامك وخططك ستجعلك أكثر تركيزًا فيما تفعل، لأنها ستفرغ مساحة من ذاكرتك العاملة قصيرة المدى، ولن يتحول أحد إلى آلة أو يفقد عفويته إذا أدار وقته بمرونة، ولن يفقد الراحة والترفيه كما يُشاع، بل يُخصص له وقتًا في جدوله المرتب.
الفكرة من كتاب إدارة الوقت
تمضي الساعات والأيام والسنوات متتابعةً ولا نتوقف لنسأل أنفسنا، ما الوقت؟ هل نضيعه أم نستثمره؟ نؤجل دائمًا العمل على أفكارنا ومشاريعنا النافعة، ونؤجل تعلم أمور جديدة بحجة أننا لا نملك الوقت، وهي حجة واهية.
في هذا الكتاب سنتعرف على كيفية إدارة الوقت، وما فائدتها، وما العقبات التي يمكن أن تواجهنا، ونناقش بعض الاستشكالات حولها، وغير ذلك سعيًا لحسن اغتنام أوقاتنا.
مؤلف كتاب إدارة الوقت
إبراهيم الفقي: كاتب ومحاضر مصري، ويعد رائدًا للتنمية البشرية في المنطقة العربية، قدَّم الكثير من المحاضرات والدورات حول العالم، وله العديد من الكتب التي تُرجمت للغات مختلفة، وُلد عام 1950 وتوفي عام 2012.
من أبرز مؤلفاته: «حياة بلا توتر»، و«قوة الذكاء الروحي»، و«المفاتيح العشرة للنجاح»، و«العمل الجماعي»، و«طريق النجاح»، و«الثقة والاعتزاز بالنفس».