أكلما اشتهيتم اشتريتم!
أكلما اشتهيتم اشتريتم!
والمحور الثاني للميزانية هو الزوجة، إذ إنها حجر الأساس في تدبير ميزانية المنزل، تُعدُّها وتتابع تنفيذها وتضبط الإنفاق، وتُقوِّم رغبات الأولاد بواقعية، كما تصبر وتتحرَّى الحلال وتعين زوجها عليه.
أما المحور الثالث فهو الاستهلاك، وكثيرٌ منا _ وبخاصةٍ النساء _ مصاب بهوس الشراء، ومن سلوكيات الشراء الضارة: شراء النزوة، وهو شيء لم تكن ترغب به ولكنه أعجبك فقرَّرت شراءه، وهو ما بات يمثل حوالي 60% من مشترياتنا، بل بات الناس يحبون الشراء لذاته، وتُنفِّس به بعض النساء عن حزنهن أو مللهن، سعيًا وراء اللذة اللحظية اللاتي يشعرن بها عند شراء أشياء جديدة، إضافةً إلى الاستهلاك الترفي، وهو الإنفاق على الكماليات والترفيه بقصد التفاخر والتباهي، وقد بات كل ما حولنا يساعدنا على الانخراط في تلك العادات، بل ويتفنَّن المسوِّقون والمؤثِّرون، والأفلام والإعلانات في جرِّنا إلى تلك الممارسات، حتى نتحوَّل إلى مجتمع استهلاكي بالدرجة الأولى.
لذا احذري من الشراء المتهوِّر، إذ ليس كل ما نرغب في شرائه نحتاجه حقًّا، وتحرَّري من اتباع الموضات، وتعمَّدي تأجيل شراء الكماليات، وستجدين أن الأمور تسير على ما يرام دونها، وتذكري أنه ليس كل ما نحتاجه علينا أن نشتريه، فقد تجدين أنك باستغلال بعض ما في المنزل أعددتِ نفس ما أردت شراءه، فقط تحتاجين قليلًا من الابتكار، ومن المهم أن تحدِّدي يومًا واحدًا في الأسبوع لزيارة السوق وشراء ما ينقص، إذ إن كثرة ارتياد الأسواق تزيد من فرص شرائك لما لا تحتاجين.
الفكرة من كتاب بيوت بلا ديون.. كيف تضبطون ميزانية بيوتكم
من أكبر ما يسبِّب المشكلات في البيوت وينغِّص عيش الأزواج: المشكلات المادية، لذا يساعدك الكتاب على ضبط نظرتك إلى المال، ومبادئ التعامل معه، حتى يصل بك إلى تفاصيل وضع ميزانية للبيت، تكمن أهميتها في أنها تجعل لديك تصورًا واضحًا وتوقعًا لأوجه نفقاتك، وتجعل لديك خططًا مسبقة للتعامل مع الفائض أو العجز، كما تحقِّق التعاون والشورى داخل الأسرة، ونجاح كل ذلك يحقِّق الاستقرار المادي للأسرة ويقلِّل المشاحنات، ويجلب الطمأنينة إلى البيوت.
مؤلف كتاب بيوت بلا ديون.. كيف تضبطون ميزانية بيوتكم
الدكتور أكرم رضا مرسي: خبير أسري وتربوي، واستشاري تنمية بشرية وتطوير، من مواليد القاهرة عام 1959م، تخرج في كلية الصيدلة عام 1982، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وقد حصل على الدبلوم الخاص للإرشاد النفسي في مجال التربية وعلم النفس، إضافةً إلى حصوله على دبلوم الإدارة التنفيذية EMD من الجامعة الأمريكية في القاهرة، له عدد كبير من المؤلفات والسلاسل في كثير من المجالات أبرزها الأسري والتربوي، ومن مؤلفاته:
على أعتاب الزواج.
شباب بلا مشاكل.
حتى نعلم معنى السعادة.
كيف تكون مدربًا مؤثرًا.