أقمارٌ وأمطار
أقمارٌ وأمطار
ما قصة الأقمار؟ تدور الأقمار حول كل كواكب المجموعة الشمسية عدا عطارد والزهرة، ويصل عددها حول زحل والمشتري إلى أكثر من 60 قمرًا، ولها نوعان: الأول هو الأقمار الاعتيادية، وتتكوَّن من نفس مادة كوكبها، وتدور حوله في نفس اتجاه دورانه حول نفسه وترتبط به جذبويًّا في حركتها حول نفسها مثل قمرنا وأقمار المشتري الأربعة الأساسية (الجاليلية) كاليستو وجيناميد وآيو وأوروبا التي يمكن أن نراها عبر تليسكوب صغير، وتيتان أكبر أقمار زحل الذي يملك غلافًا جويًّا، والنوع الثاني هو الأقمار غير الاعتيادية التي يكون حجمها أصغر بكثير من الكوكب، وتتكوَّن من مواد مختلفة عنه، وتدور غالبًا في عكس اتجاه دورانه مثل فوبُّوس وديموس قمري المريخ.
قمر الأرض لا يحمل اسمًا خاصًّا، وإنما ندعوه فقط “القمر” معرفًا بأل، وهو مسؤول عن حركة المد والجزر، ويشكِّل درعًا يحمي الأرض من الطلقات الصخرية، ويمنحها اتزانًا في مواجهة تغير ميلها، ويبتعد عنها بمقدار أربع سنتيمترات سنويًّا.
يواجه القمر الأرضَ دائمًا بنفس الوجه، ونصفه الآخر لا تصح تسميته بالمظلم لأنه يرى ضوء الشمس أكثر من مرةٍ خلال الشهر، القمر دائمًا مُضاء 50%، أما أطوار القمر فهي منظورنا على الأرض تجاه القمر، وتظهر أطوار القمر مقلوبةً في نصف الأرض الجنوبي وكذلك الكوكبات.
ويتميَّز وجه القمر بمعالم كثيرة كالبحار القمرية والفُوَّهات، ولرصدها بالتليسكوب لا يستهدف الفلكيون البدر صديق العشاق، وإنما يستهدفون الخط الفاصل بين الجانب المضيء والجانب المظلم.
هل يمكن لضوء القمر أن يعوقنا عن رصد أشياء أخرى في سماء الليل؟ نعم، إنه يخفي عنا رؤية الشهب في الأمطار السماوية إذا تعارض وجوده مع موعد الزخات، والتي تتكرَّر 35 مرةً في السنة، حين تمر الأرض أثناء دورانها حول الشمس ببقايا الكويكبات والمذنبات، والمذنبات هي أجسام ثلجية مختلفة الأحجام تدور في النظام الشمسي تسخن مادتها المتجمِّدة حين تقترب من الشمس فتتحرَّر الغازات مكونة ذنب المذنب في الاتجاه المضاد للشمس، تحترق الشهب بشكلٍ كامل داخل الغلاف الجوي للأرض، وإن لم تحترق كاملة ووصلت بقاياها إلى الأرض نسميها أحجارًا نيزكية، ولرصد الشهب نحتاج إلى معرفة الكوكبة التي تخرج منها والابتعاد عن التلوث الضوئي، ومن أشهر الزخَّات وأجملها والتي يصل عدد الشهب فيها إلى 100 شهاب في الساعة وأكثر: البرشاويات في أغسطس والتوأميات في ديسمبر.
الفكرة من كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
كيف يمكن أن تبدأ رحلتك مع سماء الليل وعلم الفلك والرصد؟ يجيب “كتاب السما” عن هذا السؤال في رحلةٍ علمية مثيرة وممتعة وجميلة تدفعنا إلى التأمُّل، يُحدثنا فيها عن النجوم والكواكب والأقمار وغيرها من الأجرام في هذا الكون الواسع، وعما يمكن أن نحتاج من إحداثياتٍ واستعداداتٍ أو أدواتٍ للاستمتاع برصدها.
مؤلف كتاب السما (دليل عملي مصور يقدِّم علم الفلك من الصفر)
شادي عبد الحافظ: صيدلاني، وكاتب ومحرِّر علمي، كتب مقالاتٍ علمية على منصَّات عربية مثل “إضاءات”، و”ميدان”، وفي مجلات عالمية مثل “Scientific American” الطبعة العربية، و”National Geographic” للشباب، و”Popular Science” العلوم للعموم، وقدَّم العديد من الأنشطة والمحاضرات العلمية في جامعات مصرية وأماكن أخرى، وهو مؤسس نادي هواة الفلك بالدلتا، ومؤسس شريك في مبادرة “السماء الليلة”، ومقدم دورة “مغامرة في الفضاء” على موقع يوديمي؛ يشرح فيها علم الفلك ببساطة للأطفال وأسرهم.
وألَّف أيضًا كتاب: “الفتاة التي أنجبت أمها – أفكار مدهشة عن ذاتك، العالم من حولك، والكون الواسع”.