أقسام الطلاق وما حوله من آراء
أقسام الطلاق وما حوله من آراء
اهتم الإسلام بمسألة الطلاق اهتمامًا تفصيليًّا، وفي هذا دلالة على أهمّية استقرار الأسرة في الأساس، إذ إن الطلاق ما هو إلا شيء استثنائي يحدث إذا استحالت العشرة ولم يجدِ الصلح أي نفع.
وينقسم الطلاق قسمين من حيث النوع، طلاقًا رجعيًّا وطلاقًا بائنًا، فالطلاق الرجعي يستطيع فيه الزوج مراجعة زوجته من دون اختيارها، المهم أن تكون مدخولًا بها، وهو لا يزيل ملكًا ولا يرفع حلًّا، ولكن تأثيره يكمن في نقص عدد الطلقات التي يملكها الزوج، فإما أن يتلفظ به الرجل هكذا مباشرة، وإما أن يكون معلقًا بتصفية بِرّ، أي يقول لها: “إذا فعلت كذا تكونين طالقًا”، أو حتى أن يكون معلقًا بصفة حدث، أي بقول الرجل: “إن لم تفعلي كذا فأنتِ طالق”، أما الطلاق البائن فتكون المرأة فيه إمّا بائنًا بينونة صغرى، أو بائنًا بينونة كبرى، والفرق بينهما أن المرأة البائن بينونة صغرى يكون الزوج قد طلّقها الطلقة الأولى أو الثانية وتركها حتى انقضت عدّتها، وفي هذه الحالة يعقد عليها بعقد ومهر جديدين، أمّا البائن بينونة كبرى، فهي التي طلقها زوجها ثلاث طلقات وانتهت عدتها، وفي هذه الحالة فقد حُرِّمت عليه، فلا يحل لها أبدًا حتى تنكح زوجًا غيره ويدخل بها هذا الزوج الثاني دخولًا حقيقيًّا.
هذا ويُعد موضوع الطلاق من المواضيع المختلف حولها في الديانات، وهو في اليهوديّة مسموح به، ويحق للزوجة أن تطلبه ولكن لديهم ما يخصهم من أحكام وشروط، أمّا الطلاق في المسيحية فهو أمر غير مقبول، ولكن بما أن المسيحية تشتمل على عدد من الطوائف، فإن بعض الطوائف قد أتاحت الطلاق، ولكن كل طائفة يُنصّ فيها على ذِكر علل مختلفة.
ونحن نركز على ما يخصّ هذه المسألة في دين الإسلام، وجدير بنا الإشارة هنا إلى أن الطلاق في الإسلام ينقسم قسمين من حيث حكمه لا نوعه، وهما: الطلاق السني والطلاق البدعي، فالطلاق السني هو أن يُطلِّق الرجل زوجته التي دخل بها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه، أما الطلاق البدعي فهو أن يُطلِّق الرجل زوجته التي دخل بها بكلمة واحدة أو ثلاث متفرقات في مجلس واحد أو في حيض أو نفاس أو طهر جامعها فيه، وهو محرم بالإجماع وفاعله يأثم بيد أن الطلاق يقع.
الفكرة من كتاب الانفصال العاطفي.. أسبابه وعلاجه
إنّ موضوع الأسرة موضوع مهمّ جدًّا، فهي اللبنة الأساسيّة في حياة الناس، وصلاح المجتمع عمومًا من صلاح الأسرة خصوصًا، بيد أن أية أسرة بطبيعة الحال تكون مُعرَّضة لموجات من الضعف وعدم الاستقرار، بل إن في عصرنا الحالي كثيرًا ما تتأثر الأُسر بالمشكلات وتقلّ أسباب تماسكها مع تسارع الزمن، وهذا مما يجعل معدلات الطلاق في ازدياد يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، لذا كان من الجدير نشر التوعية بِما يخص الطلاق وأسباب انتشاره والآثار المترتبة عليه.
مؤلف كتاب الانفصال العاطفي.. أسبابه وعلاجه
محمد محروس: كاتب مصريّ الجنسيّة، يمتهن الصيدلة وهو متخصص في النوع الإكلينيكي منها، وهو صاحب رواية هردبيس.