أقرب من حبل الوريد
أقرب من حبل الوريد
تأمَّل فيمن حولك، والديك، زوجتك، أبناءك، أصدقاءك، مَن منهم الأقرب إليك وما درجة قربه منك؟ ومع ذلك هل أدلُّك على الأقرب لدرجة لا تتخيَّلها، الأقرب من حبل الوريد الذي يجري فيه دمك، إنه الله سبحانه (جلَّ وعلا) الذي أسمى نفسه “القريب”.
القريب يعلم خطراتك ويعلم نظراتك ويعلم هفواتك وزلاتك، القريب يعلم قول قلبك في أسعد الظروف وأقساها حين ينبض قائلًا: يا رب، والقريب يعلم المخاوف التي تقضُّ مضجعك، والذنوب التي وقفت بينك وبين رحمته والبلايا التي حجبت عنك أنواره كل ذلك يعلمه القريب منك، والقرب منه سبحانه ليس مستحيلًا ولا صعبًا، فكما أنه قريب سبحانه فهو شكور أيضًا، فالتقرُّب إليه بالشيء اليسير والنوافل وطلب المغفرة منه والتوبة يقرِّبك منه سبحانه شيئًا فشيئًا ويبارك في هذا القرب.
إنَّ القريب يسمع السر وأخفى، فتسبق إجابته يأسك، وتسبق رحمته سخطك، وتسبق أنواره ظلمتك، فقط أرِه من نفسك أنك تريد رحمة ومعيَّة خاصة يغشاك بها، وقربًا لا بُعد بعده، وأَلٍح عليه بما وصف به نفسه وبما علمنا في كتابه من قوله (جلَّ وعلا): ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُون﴾.
الفكرة من كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
“إننا دون معرفة أسماء الله في صحراء تائهون تتبدَّد أيامنا في لهيب تلك الصحراء ودوامة القلق النفسي.. اختر الله: معرفة وإيمانًا ويقينًا وعبادة وخضوعًا ثم أنسًا وسعادة وهناء، أو اختر التيه والضياع والاختناق والشعور بالكآبة والتمزُّق النفسي!”.
هذا الكتاب يمس القلب ويعيد ترتيب أوراقك المبعثرة وينفض الغبار عن قلبك شيئًا فشيئًا حتى إنك لتتمنَّى في نهايته أن لم ينتهِ، كيف لا وهو يتحدَّث عن أسماء الله سبحانه!
مؤلف كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
علي بن يحيى بن جابر الفيفي: كاتب سعودي، ومحاضر بقسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة بالسعودية، حصل على بكالوريوس في تخصُّص الدعوة، ونال درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
له العديد المؤلفات والأبحاث العلمية، ومن أبرز مؤلفاته:
“الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار لجليل عطرة الأدب”، و”يوسفيات”.