أفكار من أجل نظام تعليمي أفضل

أفكار من أجل نظام تعليمي أفضل
يقدم علم الوراثة السلوكي مجموعة من المقترحات وفقًا للمبادئ التي يستند إليها، وذلك من أجل تقديم نظام تعليمي أفضل، وسنتابع معًا هذه المقترحات التي تبدأ بتقليل محتوى المنهج المقرر إلى الحد الأدنى، وأن يقتصر المنهج الموحد على المهارات الأساسية التي يجب أن توجد عند كل الطلاب، بالإضافة إلى إتاحة سلسلة من المستويات لدراسة المهارات الأساسية لكي يعمل عليها كل طالب بما يتناسب مع قدراته وسرعته في التعلم، وبمجرد أن ينتهي من كل المستويات يخضع لاختبار نهائي في الوقت المناسب له ووقتما يجد مدرسه استعداده لذلك. وماذا بعد المهارات الأساسية؟ بعدها توفر المدرسة مجموعة مختلفة من الخيارات ليدرس كل طالب المواد الإضافية التي تتناسب مع ميوله وقدراته، ويبدأ المدرسون في مساعدتهم على اكتشاف مواهبهم وتنميتها وتقديم شرح مثير للاهتمام، ومن المهم وضع خطة خاصة بكل طالب بناءً على نقاط قوته وضعفه ومتابعة مستوى تحصيله وتطوره من وقت لآخر، وإن احتاج طالب إلى مساعدة أكبر يجب تقديمها بشكل فوري دون انتظار كثير من الاختبارات والفحوصات والتصنيفات حتى يصبح مستحِقًّا للمساعدة.

ومن ضمن المقترحات أيضًا تعليم الأطفال كيف يتعلمون بشكل فعال ناجح، وذلك عن طريق تقديم حصص خاصة بمهارات التفكير وأساليب التعلم، والعمل على زيادة الثقة بالنفس ومعدلات الذكاء لدى الطلاب لما لها من أثر مباشر في مستوى التحصيل الدراسي، وسيكون من الجيد أيضًا التشجيع على تكافؤ الفرص منذ البداية، وتوفير تعليم جيد مجاني في فترة الحضانة لكل الفئات، وخصوصًا الأقل مكانة اجتماعية واقتصادية بغرض رفع مستوى الكفاءة العام للمجتمع، ويجب أن تركز الحضانة على إكساب الطلاب عقلية نامية ومعدل ذكاء ومهارات تفكير ومهارات اجتماعية وثقة بالنفس أكثر من تركيزها على القراءة والكتابة. ومن المقترحات المهمة أيضًا إتاحة مجموعة متنوعة من الفرص تتجاوز التعليم الثانوي والجامعي، وتوفير مسارات أخرى تشبع القدرات والميول المختلفة للطلاب، وأن تتمتع بمكانة مكافئة في المجتمع، وأن يتلقون تعليمًا اختاروه بأنفسهم وليس مجرد بديل لأنهم ليسوا أذكياء بدرجة كافية لدراسة مواد أخرى! ومن المهم كذلك إيصال مبادئ علم الوراثة للمعلمين وتضمينها في المناهج التربوية لكي يكونوا على دراية بها ويحسنوا تطبيقها والاستفادة منها.
الفكرة من كتاب الجينات والتعليم.. تأثير الجينات على التعليم والتحصيل الدراسي
لا بد أنك مررت بدروس الجينات والـDNA والصفات الوراثية في مادة الأحياء، ولكن هل لهذا علاقة بالتعلم؟ وهل يمكن للجينات أن تساعدنا على إنشاء أنظمة تعليمية أفضل؟ ولأي شيء يخضع المستوى الدراسي للطلاب؟ للجينات أم العوامل البيئية المحيطة؟ وهل للنجاح والفشل جين محدد سحري يمكنه قلب حياتنا رأسًا على عقب؟ كل هذه الأسئلة وأكثر سيجيبنا عنها علم الوراثة السلوكي، فدعونا نبدأ.
مؤلف كتاب الجينات والتعليم.. تأثير الجينات على التعليم والتحصيل الدراسي
كاثرين آسبري: مُحاضِرة بمركز علم النفس والتعليم في جامعة يورك بالمملكة المتحدة، مهتمة بتأثير بيئة المنزل والمدرسة في مستوى تحصيل الأطفال وسلوكياتهم ومدى سعادتهم، ولها عديد من الأبحاث في هذا المجال.
روبرت بلومين: عالم أمريكي متخصص في مجالي الوراثة وعلم النفس، اشتهر بعمله في دراسات التوائم وعلم الوراثة السلوكية، وهو أستاذ علم الجينات السلوكي بمركز الطب النفسي الاجتماعي والجيني والتنموي بمجلس الأبحاث الطبية في جامعة كينجز كوليدج لندن بالمملكة المتحدة، وله أكثر من ٥٠٠ بحثٍ وأكثر من عشرة كتب في عِلْم الجينات السلوكي، ومن مؤلفاته:
Blueprint
Behavioral genetics
معلومات عن المترجم:
ضياء ورَّاد: حصل على ليسانس الآداب والتربية عام 2006، عمل في الترجمة وتحرير اللغة الإنجليزية، وترجم لمؤسسات مثل مكتبة جرير ومؤسسة هنداوي، ومن أعماله:
الكون الرقمي.. الثورة العالمية في الاتصالات.
علم النفس الشرعي.. مقدمة قصيرة جدًّا.
أصوات حيوية.. نساء يغيرن العالم.