أفريقيا والنفط
أفريقيا والنفط
يعدُّ النفط بلا شك وقود الثورة الصناعية، فرغم كل الجهود المبذولة لتوفير وسائل بديلة من شأنها زحزحة النفط عن عرش الطاقة، فإن أيًّا منها لم تستطع إلى الآن أن تحل محل النفط، ومن المتوقع أن يظل الأمر هكذا على الأقل في المدى القريب، كما أن رغبة الدول الصناعية في زيادة اقتصادها واستيقاظ الدول النامية من سباتها وانطلاقها نحو تحقيق نهضتها الاقتصادية الخاصة تسبَّبا في زيادة الطلب العالمي على النفط، مما تطلَّب تأمين إمدادات الطاقة والبحث عن موارد نفطية أخرى.
ونتيجة لذلك ولَّت الدول وجهها شطر أفريقيا بعد أن كانت منسية بالأمس، ألا أنها بين ليلة وأخرى أصبح لها شأن آخر، مما جعلها محط أنظار الدول التي سال لعابها جراء الاكتشافات النفطية في تلك القارة السمراء، كمحاولة للبحث عن بديل لنفط الشرق الأوسط التي وصِفت في تلك الفترة بأنها منطقة غير مستقرة، فانطلقت الصين تغزو أفريقيا بحثًا عن تأمين إمدادات النفط لاقتصادها النامي بوتيرة متسارعة، كما دخلت الشركات الأمريكية الكبرى أيضًا مضمار السباق بحثًا عن موضوع قُدِّم لها، وبخاصةٍ مع نهوض المارد الهندي في ذلك الوقت مما شكَّل ضغطًا على الموارد النفطية العالمية.
غزت الصين أفريقيا، ولكن ليس بالسلاح وإنما بالرخاء والاقتصاد، حيث كانت الدول الأفريقية مفتقرة إلى سبل العيش الكريمة، بالإضافة إلى أنها كانت تشكو من مديونية كبيرة، فعمدت الصين إلى الاستثمار في أفريقيا، حيث أنشأت البنية الأساسية اللازمة للاستثمار من إنشاء الطرق والمحطات والمباني والمنشآت النفطية وسكك الحديد، من ناحية أخرى علمت على إنشاء المدارس وتوفير نظام تعليمي مناسب وتدريب الآلاف من الأفارقة عبر منح صينية، وشطبت ما يقارب من 10 مليارات من ديون القارة الأفريقية لديها، مما مهَّد لها الطريق نحو توفير مصادر نفطية جديدة لتأمين احتياجاتها من إمدادات الطاقة النفطية.
الفكرة من كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
“لطالما شكَّل النفط في نظر عدد كبير من المحللين أحد أهم الأسباب الخفية لكثيرٍ من الصراعات والاضطرابات والحروب على الساحة العالمية”.
يناقش هذا الكتاب تاريخ ظهور النفط بدايةً من مراحل اكتشافه الأولى، مرورًا بمراحل ظهوره كقوة فاعلة مؤثرة في القرارات السياسية للدول، كما يحاول الكاتب دق ناقوس الخطر عن تعاظم سلطة النفط التي تركزت اليوم بين حفنة من الدول حديثة العهد بالثراء، ويجيب عن كثيرٍ من الأسئلة الغامضة عن دور النفط في الهندسة السياسية للمواقف الدولية.
مؤلف كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
روبرت سليتر Robert Slater: كاتب أمريكي، ولد في الأول من أكتوبر عام 1943م في نيويورك، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا، وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للعلوم الاقتصادية، وقد عمل خلال حياته المهنية الحافلة، لدى وكالة يونايتد برس إنترناشيونال ومجلة تايم لسنوات عديدة.
ألف كتبًا كثيرة عن شخصيات كبرى ورائدة في عالم الأعمال، منهم جاك ويلش، وجورج سوروس، ودونالد ترامب، وقد تُوفِّيَ في الخامس والعشرين من مارس عام 2014م في إسرائيل.