أعلام في الصيدلة والطب
أعلام في الصيدلة والطب
نبغ عدد من العرب والمسلمين في الطب والصيدلة في أزمنة مختلفة، واستفاد الناس بعدهم من كتبهم كثيرًا.
منهم أبو بكر الرازي الذي ولد في الري عام 864م تقريبًا، كان مهتمًّا بالفلسفة وكانت له فيها آراء غريبة، وكان من أمهر أطباء عصره وأكثرهم علمًا؛ ولُقب بجالينوس العرب. وله أقوال مأثورة في الطب، مثل قوله: “الحقيقة في الطب غاية لا تُدرك، والعلاج بما تنصه الكتب دون إعمال الماهر الحكيم برأيه خطر”، و”إن استطاع الحكيم أن يُعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة”، و”ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبدًا بالصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس”، وله مؤلفات كثيرة في الطب وغيره من المجالات مثل الكيمياء والرياضيات والمنطق والفلسفة، ومن أهم مؤلفاته: كتاب الحاوي الذي يعد أكبر مجموعة طبية عند العرب، وكتاب المنصوري، وكتاب سر الأسرار الذي تحدث فيه عن العقاقير النباتية والحيوانية والمعدنية والآلات والتدابير أو العمليات الكيميائية اللازمة لتحضيرها.
أما ابن سينا فقد ولد بالقرب من بخارى، وكتب معظم مؤلفاته بالعربية وبعضًا منها بالفارسية. وقد أحب العلوم منذ صغره، ودرس الطب وبرز فيه وتعهد المرضى وهو في السادسة عشرة. كان مستشارًا لأمراء السامانيين في كوركنج، ووزيرًا في عهد شمس الدولة. له في الفلسفة ثلاثة كتب مهمة، منها كتاب “الشفاء” الذي تحدث فيه في المنطق والطبيعيات والرياضيات والإلهيات. أما في الطب، فيعد كتابه “القانون” أكبر موسوعة طبية وصلتنا من القرون الوسطى، وقد لخصه في قالب شعري من ألف وثلاثمئة وتسعة وعشرين بيتًا بعنوان “الأرجوزة في الطب”، وكان يتبع في الأدوية والعقاقير منهج أرسطو.
ومنهم أيضًا علي بن عباس المجوسي المتوفى عام 994م والمشهور بكتابه “كامل الصناعة في الطب”، وابن البيطار صاحب “الكتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار” الذي يعد أكبر موسوعة في الأدوية المفردة في القرون الوسطى، وكوهين العطار مؤلف كتاب منهاج الدكان ودستور الأعيان: في أعمال وتركيب الأدوية النافعة للأبدان، وداود الأنطاكي مؤلف تذكرة الألباب.
الفكرة من كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
ما الصيدلة؟ وكيف بدأت حكاياتها؟ كيف كانت في الحضارات القديمة في مصر والعراق؟ وكيف كانت عند اليونان، وعند العرب والمسلمين؟
يأخذنا الكتاب في جولةٍ تاريخيةٍ نجيب فيها عن هذه الأسئلة ونتعرف بعضًا من أعلام الصيدلة والطب في عصور وأزمنة مختلفة، وعددًا من الأدوية والعقاقير التي جرى استعمالها منذ زمن بعيد، والتي يستعمل بعضها إلى يومنا هذا.
مؤلف كتاب تاريخ الصيدلة والعقاقير.. في العهد القديم والعصر الوسيط
جورج شحاته قنواتي، مفكر وراهب مصري، ولد بالإسكندرية عام 1905م، ودرس الصيدلة بجامعة اليسوعيين في بيروت والكيمياء في جامعة ليون بفرنسا، ومارس الطب والكيمياء لسنوات في مصر. ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة واللاهوت من جامعة الدومنيكان بفرنسا وبلجيكا، وعاد إلى مصر ليعمل بدير الآباء الدومنيكان. كان عضوًا في كثيرٍ من اللجان العلمية ومحاضِرًا في جامعات عربية وأوروبية، وكان مهتمًّا بالسلام وحوار الأديان. وتوفي عام 1994م.
من كتاباته: «مُؤلَّفات ابنِ سينا»، و«مُؤلَّفات ابنِ رُشْد»، و«المسيحيون في مِصر»، و«المَسيحيَّة والحضارة العربيَّة»، و«تاريخ الصيدلةِ والعقاقيرِ عندَ العرب».