أعراض سببت تراجع المسلمين
أعراض سببت تراجع المسلمين
إن هناك بعض الأعراض التي تسببت في تراجع المسلمين وتأخرهم، والعرض الأول هو الأمل الطائش، فالأمة الإسلامية تمتلك أصح تراث سماوي في الدنيا، وبين أيديها في كتابها ما تسجد له العقول تعظيمًا وترحب به كل فطرة سليمة، ولكن المسلمين قد توهموا أن الوحي والكتاب الذي خصهم الله وانفردوا به يكفي لسيادتهم العالم وتفضيلهم على سائر الأمم دون أن يعملوا ويبنوا في الأرض، إذن فهم أفضل الأمم، ويجب أن يثبت لهم الفضل مهما ساءت أحوالهم ورسبت أفعالهم.
والحق أن الذين يفكرون هذا التفكير يكذبون على الإسلام ويجهلون سنن الله في الأمم؛ وما هلكنا إلا بسوء فهمهم هذا، والعرض الثاني قلة البذل، فهناك الكثير من الأعمال العظيمة تموت في أول عهدها، أو تموت وهي في ضمير الغيب، بسبب أنها لم تجد العون المادي الذي يدعمها وينميها ولم تجد البذل من أصحاب السعة، فكم من أصحاب الأموال تحول المال في أيديهم إلى لعنة عليهم، بدلًا من أن يكون بركة ينفعون وينتفعون بها، فلو بقيت صفة البذل والإنفاق في سبيل الله فينا كما كانت في الأجيال الأولى لتوفرت الفرص ونمت الأعمال، ووجد آلاف الفقراء فرصتهم، والعرض الثالث هو ضعف الأمانة، إذ إن الأمانة صفة وخلق لو تحلى به الجميع لعمَّت الخيرات وتضاعفت الطاقات، فالدنيا تذوب وتضيع مع ضياع الأمانة، ويصيب الضعف والخلل كل ما يرتبط بها من منافع؛ فلو نبت شعور الأمانة في قلب كل فرد في عمله، لأمكن أن يؤدي هذا إلى أضعاف ما تنتجه دون أمانة0
فالمدرس الأمين في فصله على طلابه مثلًا أنفع من مائة مدرس يدخلون الفصول ويشرحون دون أمانة، والعرض الأخير هو غياب التعاون، فقد حثنا الإسلام على التعاون فيما بيننا بداية من الجار الذي له حقوق، ونهانا عن الأثرة وحب الذات؛ لأن الحضارة لا تقوم إلا على التعاون فهو السبيل إلى قوة ودعم وتقدم الأمة.
الفكرة من كتاب الإسلام والطاقات المعطلة
“إن السر في التصدع النفسي والعقلي الذي جعل طاقات أمتنا معطلة، وجعلنا كالغرباء في أرضنا.. السر في هذا التبلد هو عدة رواسب تكونت على مدى القرون”..
يقف بنا هذا الكتاب على جوانب مختلفة يقارن فيها الغزالي بين طبيعة الدين وواقع الأمة، يبرز فيه المرض ويشخص الدواء، لنقف على أسباب جمود الأمة الإسلامية وسر كبوتها، وكيف تنطلق كيف تتحول من أمة لا تحسن الاستفادة من كنوزها المادية والأدبية إلى أمة فعالة نشطة تمتلك في قبضة يديها رخاء العالم كما كانت أولًا..
مؤلف كتاب الإسلام والطاقات المعطلة
محمد الغزالي (1917 – 1996): عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدُّ من المفكرين والدعاة المجددين الذين حاربوا التشدد والغلو في الدين.
تخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد، ولُقب بـ”أديب الدعوة”، وتقلَّد عدة مناصب بالأزهر ووزارة الأوقاف، كما عمل أستاذًا بالتدريس الجامعي في جامعات عدة في مصر وقطر والسعودية والجزائر، ونال العديد من الجوائز أبرزها: جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية.
ألف عددًا كبيرًا من الكتب في تجديد الفكر الإسلامي والأخلاق والآداب الإسلامية ومحاربة التعصب، منها:
جدد حياتك.
خلق المسلم.
سر تأخر العرب والمسلمين.