أعراض الاكتئاب
أعراض الاكتئاب
أحد أهم أعراض الاكتئاب الرئيسة هي انعدام الأمل، وعدم القدرة على رؤية المستقبل، ويعتقد بعض المصابين بالاكتئاب أن لا أحد على الكوكب يستطيع تخيُّل حجم ألمهم، إذ إنهم يعانون عدم القدرة على إظهار غَضبهم، فيَحتفظون بجميع مشاعر الغضب بداخلهم؛ خوفًا وخشية من أن يلاحظهم الآخرون فيتسرَّب إليهم شبح الوحدة، وذكر الكاتب الأعراض التي عاناها، فقد كان يرى انعكاس صورته في المرآة وكأنه شخص آخر، وعانى عدة آلام جسدية، فقد شعر بألم أشبه بالوخز في ذراعه ويده وصدره ومؤخرة رأسه، وعجز عن رؤية مستقبله، وظن أنه أصبح مجنونًا وسيتم وضعه بمصحة عقلية، كما شعر بأنه عديم الفائدة، كما عانى الإرهاق الذهني والجسدي، واستمر لديه شعور ثقيل بالفزع وضيق الصدر، وأصيب بفقدان الشهية إذ خسر اثني عشر كيلوغرامًا في ستة أشهر.
إن الإصابة بالقلق والاكتئاب معًا تزيد الأمر سوءًا، فإن كنت تعاني الاكتئاب فقط فإن دماغك يفقد نشاطه وقدرته على الحركة، أما لو عانيت القلق والاكتئاب معًا ستتحول حياتك لتصبح خوفًا يحدق بك من كل جانب، ولن تستطيع الحصول على ثانية واحدة حتى دون الشعور بالحذر طوال الوقت، وغالبًا ما يكون ذلك الشعور كَذبة ولكنك تصدقها من أعماق نفسك، وبإمكان الشخص التخفيف من ألم الاكتئاب والتعافي منه، بالتحدث عن تجربته مع طبيبه النفسي أو أحد أصدقائه المقربين، والاكتئاب ليس عارًا بل هو تجربة إنسانية، لا ذنب لك فيها، ويجب عليك أن تستمع لأي شخص مصاب بالاكتئاب يرغب بالتحدث معك، وتسهم في خلق ونشر المحادثات المهمة حول الاكتئاب، وحيث يوجد الحديث يوجد الأمل.
وتعد فكرة فصل الصحة النفسية عن الصحة الجسدية فكرة مُضللة بعض الشيء، لأن أغلب أعراض الاكتئاب والقلق تظهر في أجزاء الجسم المختلفة مثل رعشة القلب وتعرُّق اليدين ووخزة الأطراف، ومن أكثر الأعراض التي توجد قبل الإصابة بالاكتئاب هي الشعور بالإرهاق الدائم دون بذل أي مجهود، والانطواء المفاجئ، وقلة الحركة، وانعدام اللذة.
الفكرة من كتاب أسباب للبقاء حيًّا
الاكتئاب خفي وغامض، كأن تسير بين الناس برأس محترق، ولكن لا أحد يرى النيران وهي تلتهِمك، لذا من السهل أن تشعر بِوصمته، وتعد وصمة الاكتئاب من أقسى الأشياء لأنه مرض الأفكار، ويختلف الاكتئاب من شخص إلى آخر، لأن الألم الناتج عنه يصلنا بدرجات مختلفة ومتفاوتة، وقد وضح المؤلف بين صفحات هذا الكتاب معاناته مع الاكتئاب وكيف تجاوزه، راغبًا بتقديم المساعدة لجميع المكتئبين، لأن الاكتئاب يفقدك لذَّة الحياة، وهذا الكتاب هو الدليل الحيُّ على أن الاكتئاب يكذب ويجعلك تؤمن بأشياء لا وجود لها، كما رغب المؤلف بجعلِنا نؤمن بأن أقدم الكليشيهات التي تقول إن الوقت يشفي الجروح، والضوء ينتظر العابرين في نهاية النفق، وأن الكلمات بإمكانها أن تهبك الحرية، تعطي مفعولًا سحريًا، ولذا عزيزي المكتئب لن تعود مكتئبًا بعد قراءتك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب أسباب للبقاء حيًّا
مات هيغ : كاتب روائي وصحفي بريطاني وُلد عام 1975، درس اللغة الإنجليزية والتاريخ وتخرج في جامعة هال، ويُعدُّ من أهم الداعمين للاهتمام بالثقافة النفسية حول العالم، كتب العديد من الكتب والروايات وكتب الأطفال، تمت ترجمة مؤلفاته إلى أربعين لغة، وفاز بالعديد من الجوائز، وحاليًّا يتم العمل على تحويل رواياته إلى أفلام سينمائية، ومن أهم أعماله: “ملاحظات حول كوكب متوتر”، و”كيف تُوقِف الزمن؟”، و”العائلة الأخيرة في إنجلترا”، و”نادي الآباء الموتى”.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر يمني، وُلد عام 1991 في جدة، وأنجز العديد من الترجمات الأدبية المتميزة، كان يقوم بنشرها على مدوَّنته “معطف فوق سرير العالم”، وأصدر عددًا من الكتب المترجمة، ومن أهم ترجماته: “سنة القراءة الخطرة”، و”اخرج في موعد مع فتاة تحب القراءة”، و”المدينة الوحيدة (مغامرات في فن البقاء وحيدًا)”، و”رقصة القمر مع آينشْتاين (فن وعلم تذكر كل شيء)”.