أعداء الرب
أعداء الرب
تذكر الكاتبة شهود التاريخ على الدعوات الباباوية في فرنسا لتحرير قبر عيسى من الخراب والهدم، ولكن الأحداث كشفت زيف ذلك الشعار وأنه محض خدعة كنسية، وقد نجحت تلك الدعاوى في إشعال حماسة الجنود وتحولت إلى حركة جماهيرية شعبية تلتهب شوقًا لتحرير قبر المسيح.
كان البابا أوربان الثاني يمنِّي نفسه بتوحيد كل طوائف النصارى تحت زعامة الكنيسة الرومانية وإعادة الكنيسة الشرقية المنشقَّة إليهم، وتحقَّقت أمنيته حينما طلب من القيصر البيزنطي أن يمدَّه بجيش من الفرسان والمرتزقة في مواجهة الأتراك بآسيا الصغرى.
والحقيقة أنه لم يكن هناك حاجة إلى تحرير مزعوم لقبر المسيح، فكنيسة القيامة كانت قد تهدَّمت منذ أربعة أجيال، ومقبرة المسيح كانوا قد بدأوا سابقًا في ترميمها، ولم يكن ثمة خطر يهددها، ولكن البابا لا يليق به أن يخيِّب ظن الفرسان ويخمد شوقهم إلى تحرير المقدسات النصرانية.
بما أن الغاية تبرِّر الوسيلة، فلم يتردَّد في اغتنام الفرصة للخروج من الضائقة الاقتصادية واختبار صدق شعبه في القتال سواء باسم الدين أو الظمأ للمغامرة والنزال، ودعا إلى حمل السلاح والتوجه إلى بيت المقدس ليؤدوا فريضة الحج وليطهروا المقدسات، وما كان هدف البابا إلا زيادة نفوذ السلطة الكنسية بالاتحاد مع الكنيسة الشرقية وضمها إلى روما غير عابئ بالمناقضة المغرقة في التطرف التي يفرضها بسلطته وقداسته على الفرسان الغرب بألا يكفوا عن حرب المسلمين.
الفكرة من كتاب الله ليس كذلك
برعت المؤلفة في كشف الستار عن كثير من الأحكام والتحويرات التاريخية والأقوال الخاطئة المقصودة عن العرب والمسلمين، فعمدت إلى توضيح حقيقة الشرق المسلم بإنصاف شواهد التاريخ والحضارة، وتفنيد الشعارات الباطلة من همجية الشرق واضطهاد الإسلام للمرأة وغيرها من المزاعم الغربية المزيفة، فمن المذهل أن ترى من ليس منك يدافع عنك!
مؤلف كتاب الله ليس كذلك
زيجريد هونكه Sigrid Hunke: مستشرقة ألمانية ولدت عام 1913م بمدينة كيل الألمانية، درست الآداب والفلسفة وعلم النفس وعلم مقارنة الأديان، حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1941م، اشتهرت بالدفاع عن العرب والمسلمين، حصلت على العديد من الجوائز مثل جائزة شيلر ووسام النجمة الكبرى بالقاهرة، من أشهر مؤلفاتها: “شمس العرب تسطع على الغرب”، وتوفيت عام 1999م بمدينة هامبورغ عن عمر يناهز الـ86 عامًا، قضتها في البحث عن الحقيقة، ونشر قيم التسامح والتقارب بين الحضارات والثقافات، والإشادة بأثر العرب والمسلمين في تطوُّر حركة الفكر والعلم.