أعترف أنني أخطأت
أعترف أنني أخطأت
من أمتع المحطات التي مرَّ بها الدكتور عبد الله محطة وجوده في مدينة العين بالإمارات مدة ثلاث سنوات حيث عمل مدرسًا في جامعة الإمارات، مُقيمًا في جناح بفندق بإيجار سنوي متجدِّد ومترددًا على الكويت في أيام العطلات في نهاية الأسبوع لزيارة أهله وأبنائه، وبين المحاضرات والمؤتمرات والندوات ومحبة أهل العين والخدمات التي يقدمها المسؤولون هناك وقَبولهم وتفهمهم لآراء الدكتور واقتراحاته مضت الأعوام الثلاثة بهدوء ويسر حتى اقترح عليه أحد أصدقائه في إحدى عطلات آخر الأسبوع في الكويت بالترشح لانتخابات مجلس الأمة!
لم يكن هذا المقترح من الدكتور عبد الله مطلقًا، ولم يعِره اهتمامًا وظل يتهرَّب منه لأسابيع ولكن نتيجة الضغط والتخطيط من قِبل أصدقائه ترك مدينة العين والتدريس في الجامعة هناك ليبدأ محطة جديدة في الوطن وهي الترشح لمجلس الأمة (ندِم عليها فيما بعد كما ندم على تركه لدراسة الطب في لندن).
ساعدت الأوضاع السياسية وقتها وانشغال الدولة بقضية العراق وإيران وخوفها من تطور الأوضاع على قيام انتخابات نزيهة شريفة كانت الغلبة فيها للمعارضة في وقت كانت الحكومة آنذاك على مشارف دخول الغزو العراقي وبحاجة إلى الدعم من أطياف وفئات المجتمع، وباعتراف الدكتور عبد الله فإن المجلس وقتها لم يُحسن التصرف والدعم وزاد من رعب الحكومة المرعوبة أصلًا حتى تم حل المجلس في عام 1986، ودخلت البلاد بعدها بأعوام الجيوشُ العراقية مهاجمة الشعب الكويتي الأعزل الذي فرّ منه مسؤولوه، لتتدخَّل السلطة الأمريكية فيما بعد محرِّرة الكويت مقابل النفط!
الفكرة من كتاب من أيام العمر الماضي
يبدو أننا لا نعرف كثيرًا عن العالم الذي نعيش فيه، فلكلٍّ تفسيره الخاص الناتج من تجارب ومعايشة لأوضاع من الصعب أن نحكم عليها عبر صفحات الأوقات، لكننا نكوِّن وجهة نظرنا الخاصة أيضًا من خلال الاطلاع عليها، ومن تلك التجارب تجربة للدكتور عبد الله النفيسي، إذ يرينا عالمه الخاص ويطلعنا على العالم من حوله أيضًا، فمن مدرسة فيكتوريا بمصر إلى مانشستر في بريطانيا ثم الجامعة الأمريكية في بيروت ثم العراق والشيعة والعودة إلى لندن ثم الكويت والسلطة مرورًا بالدمام وانتهاءً بالعين في الإمارات للعودة منها إلى الوطن.
مؤلف كتاب من أيام العمر الماضي
عبد الله بن فهد النفيسي: سياسي وأكاديمي انتُخِب عضوًا لمجلس الأمة، عمل أستاذًا للعلوم السياسية في جامعة الكويت وجامعة الإمارات في مدينة العين، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج في بريطانيا بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
من مؤلفاته: في السياسة الشرعية، وعلى صهوة الكلمة، والعالم بعد غزوة منهاتن، والمستقبل الغربي.