أظهِر نفسك للأتباع
أظهِر نفسك للأتباع
لكي تنجح كقائد، لا بد أن لديك بعض الإحساس بمن أنت، فزملاؤك من الأتباع المحتملين يحتاجون إلى أن يقودهم شخص وليس جهاز شركة، وبالتالي فلن تُلهِم أتباعك وتستنهضهم وتحفِّزهم إلا إذا كنت قادرًا على أن تُريهم من أنت، وما الذي تمثله، وما تستطيع ولا تستطيع فعله، وبناءً على ذلك فإن إظهار من أنت للناس يتطلَّب منك درجة من معرفة الذات، أو على الأقل قدرًا من الوعي بها، إضافةً إلى كشفها للناس بما يكفي لكي يرفعوا تأثيرهم القيادي إلى الحد الأعلى، فأنت تُظهِر ما تعرفه عن نفسك للآخرين في سياق معين، وهذا يعني إمكانية أن تُظهِر مظاهر مختلفة لهويَّتك في أوقات مختلفة وفي أمكنة مختلفة بناءً على الظرف أو السياق الموجود فيه.
إلى جانب ذلك حاول أن تُصقل صفاتك المُميزة إلى الحد الأعلى الذي يمكن أن يثير الآخرين، فالقادة الفاعلون يواصلون العمل على هذا الفن، ويطوِّرون فهمًا وثيقًا لصفاتهم، وليس مُحاكاة الغير، وبناءً على ذلك يُصبحون واعين للشيء المختلف فيهم الذي يجعلهم جذَّابين للآخرين، ويتعلمون أن يستخدموا هذه المميِّزات في دورهم القيادي، فعلى سبيل المثال: كان جون هارفي جونز رئيس أكبر شركة تصنيع في المملكة المتحدة “آي سي آي” مشهورًا في عالم التجارة بشعره الطويل وربطة عنقه الصاخبة، لم تكن هذه الصفات دليلًا على النجاح، لكن بينت قدرته الذكية على تطوير مميِّزات أوضحت للجميع أنه مغامر ومنتج وفريد، بيَّنت أنه جون هارفي جونز، وفي الغالب لم تكن هذه استراتيجية مدبِّرة منه في البداية، إذ إن طول الشعر وربطة العنق متعلِّقتان بالذوق الشخصي، لكن مع مرور الوقت بدأ يدرك أن هذه المميزات خدمته وساعدته على أن يبرز بين الحشود، كما ساعدته على إبراز الرسائل الصحيحة، وبناءً على ذلك نستنبط أن المميزات الخاصة في البداية تظهر بشكل لا واعٍ، وعند نقطة ما يقوم الأفراد بخيارٍ واعٍ، ومن ثمَّ نجد دائمًا ثمة فرصًا للقادة تمكنهم من التعبير عن ميزاتهم الخاصة بذكاء ومهارة.
ومن هنا نجد أن القادة يستخدمون الميزات الخاصة الشخصية التي تخدمهم بنحو ملائم في السياق الذي يكونون فيه، وهي تثبت نجاحها في توصيل الرسالة الصحيحة، وما يجعلهم مقنعين على نحو مطلق هو الإحساس بالتعبير الذاتي الأصيل، ومن هنا نجد أن المشكلة الحقيقية تكمن في أولئك الذين يعتقدون أنهم يمكنهم أن يصبحوا قادة حقيقيين من خلال محاكاة الآخرين، وهو ما يجعلهم أكثر بُعدًا عن الحقيقية والأصالة، وبناءً على ذلك ليس هناك شخص واحد يمكن أن يصير مثل “بيل جيتس” على نحو مقنع سوى “بيل جيتس”، ومن ثمَّ عليك أن تصير أنت لا أن تصير شخصًا آخر حتى تكون مقنعًا للآخرين.
الفكرة من كتاب كيف تكون قائدًا أصيلًا؟ القيادة العظيمة تقتضي أن تكون نفسك بمهارة
يُركِّز الكتاب على شرح الأصالة والقيادة الأصيلة في ظل اضطرابات الحياة الحديثة، إذ أصبح الأفراد لا يشعرون باليقين والأمان والاستقرار في ظل قيادة غير حقيقية، ما شكَّل تهديدًا للعمل والأسرة، لذلك بدأ الطلب يزداد ويتنامى في جميع المؤسسات على القيادة الأصيلة، فالمؤسسات والشركات لم تعُد في حاجة الآن إلى لاعبي الدور، والذين يُحاكون الآخرين، بل أصبحت في حاجة إلى أولئك الذين يكونون أنفسهم.
مؤلف كتاب كيف تكون قائدًا أصيلًا؟ القيادة العظيمة تقتضي أن تكون نفسك بمهارة
روب جوفي: هو أستاذ السلوك المؤسساتي في مدرسة لندن لإدارة الأعمال، وقد نشر العديد من الكتب والمقالات في مجالات بحثية وإدارية مختلفة.
جاريث جونز: هو أستاذ زائر في (إنسيد) وزميل في مركز الإدارة والتنمية في مدرسة لندن التجارية، وعمل مديرًا للمصادر البشرية والاتصالات الداخلية في هيئة الإذاعة البريطانية، وله مقالات منشورة في مجلة الإدارة الأوروبية.
وقد اشترك المؤلفان معًا في تأليف كتاب “شخصية شركة”، إلى جانب كتاب “كيف تصبح قائدًا أصيلًا؟”.
معلومات عن المترجم:
أسامة إسبر: هو أديب ومترجم سوري، من مؤلفاته:
شاشات الشعر.
ميثاق الموج.
مقهى المنتحرين.
ومن ترجماته:
أحلام أينشتاين.
المريض الإنجليزي.
نهاية البشرية.