أطفال ولكن!
أطفال ولكن!
أطفالنا ليسوا ملائكة، وليس مطلوبًا منهم أن يكونوا كذلك، نحن أيضًا لسنا ملائكة؛ قد نغضب ونفقد أعصابنا ونصرخ، لأننا نكاد نُجمع على أن كثيرًا من تصرفات الأطفال تثير الجنون حقًّا وتُفقد المرء أعصابه وربما توصله إلى الضرب أو التفوُّه بكلمات يندم عليها لاحقًا، وهذا ما سنحاول تفاديه وتجنُّبه من خلال السطور الآتية:
يحتاج الوالدان في لحظات الغضب إلى التعبير والتنفيس عن غضبهما وإلا فربما يحصل ما لا يُحمد عقباه، وإذا لم يتعلما كيف يتصرفان مع نوبات الغضب هذه فربما تأتي عليهما لحظة ينفجران فيها لأنهما لم يتعلما ذلك، وإنما فضَّلا الصمت أو كتم ذلك الغضب بداخلهما، ولحظات الانفجار تلك يعقبها الندم والاعتذار للأطفال الذين لم يفهموا لماذا وكيف حدث كل هذا!
هناك عدة طرق يمكن تطبيقها في حالات الغضب تلك: كمغادرة المكان للاستحمام أو استنشاق بعض الهواء، أو نحو ذلك، وإيقاف النقاش مؤقتًا لحين عودة الهدوء إلى النفس، ثم استئناف النقاش مع الأبناء من جديد، كما يمكنهما تفريغ شحنة الغضب تلك من خلال الكتابة مثلًا، ومن الطرق أيضًا التعبير المباشر أمام الأبناء بكلمات محددة وحازمة وغير متعرِّضة لشخصية الطفل بالإهانة أو الاحتقار، كقولنا مثلًا: أشعر أني منزعج من تصرُّفك الفلاني، أو أشعر أني غاضب جدًّا لأنك فعلت كذا وكذا، ويمكننا تصعيد العبارات إذا لم نجد استجابة كقولنا: ضربك لأخيك الصغير غير مسموح به ويثير غضبي ويبدو أنني سأتخذ معك إجراءً للحد من ذلك، وغيرها من التعبيرات بحسب ما يقتضيه الموقف.
من المهم هنا أن نذكر أنه عندما يتم التعبير عن غضبنا جرَّاء بعض التصرُّفات التي تصدر من الأبناء ونجد تجاوبًا منهم من خلال تعبيرهم عن الندم أو الاعتذار أن نقدِّر لهم ذلك، وأن نتقبَّل اعتذارهم لأن ذلك يساعدهم على تحسين سلوكياتهم فيما بعد ويدعم علاقة الحب بيننا وبينهم، ويجعلهم يتقبَّلون اعتذارنا في حقهم إن أخطأنا.
الفكرة من كتاب ابني لا يكفي أن أحبك: رحلة إلى قلب الطفل وعقله
لا تضمن لنا الحياة بمجرد الزواج والإنجاب أن نصبح آباء وأمهات صالحين وربما مثاليين، بل علينا أن نتعلم ونجتهد ونطبِّق ونقيِّم في عملية مستمرة ودوام كامل، ويستغرق ذلك سنوات طويلة نحتاج فيها إلى التحلِّي بالصبر والحكمة، ففي ظل دعوات هدم الأسر والعزوف عن الزواج والإنجاب نحتاج أن نخرج بنماذج أسرية ناجحة بنفوس سوية تعيد إلى الأسرة مكانتها المركزية في المجتمع.
يقدِّم لنا هذا الكتاب بعض المساعدة في عملية التربية.
مؤلف كتاب ابني لا يكفي أن أحبك: رحلة إلى قلب الطفل وعقله
سلوى المؤيد: بحرينية الأصل، درست الصحافة بجامعة القاهرة، ثم احترفت هذه المهنة من خلال عملها بوزارة الإعلام البحرينية كصحفية محترفة، ثم ككاتبة حرة في مختلف المجلات والصحف البحرينية والعربية، وكتبت في مواضيع مختلفة اجتماعية وتربوية وقصص ونحو ذلك، إلى جانب هذا الكتاب قامت بنقل كتاب “أب الدقيقة الواحدة” إلى اللغة العربية، كما كتبت قصة والدها الذاتية، وهو أحد أهم رجال الأعمال الحرة في البحرين.