أطفالنا والجنس!
أطفالنا والجنس!
لا عجب أن تُورد الكاتبة تأثير التقنية في المستوى الجنسي للطفل ضمن المستويات المذكورة، فمن يسمع بالإحصاءات يصاب بالذعر والخوف على نفسه فضلًا عن الخوف على أطفاله وذويه، وللأسف فإن كثيرًا من المقاطع الكرتونية التي يتعرَّض لها الطفل محشوَّة بالإيحاءات الجنسية بين الذكر والأنثى حتى في مقاطع كرتون الحيوان! فالعشق والجنس يحتلان مساحة واسعة من تلك المقاطع وتُملأ المساحات الأخرى بأحداث تعزِّز من القصة وتبرز دور البطلين ليظهر الجنس مظهرًا ثانويًّا غير مؤثِّر.
وعلى سبيل المثال: عام 2010 في استطلاع للرأي ذكر ٤٧% من الأسر أن المواد الإباحية مشكلة في منازلهم، و٣٤% من مستخدمي الإنترنت تعرَّضوا لرؤية محتوى إباحي من خلال الإعلانات، و٣٥% من جميع ما يتم تنزيله من الإنترنت على الأجهزة مرتبط بمواد إباحية، إذ إن أثر تعرُّض الطفل لمثل تلك المواد وما يشابهها سيئ بشكل لا يُتصوَّر، فغالبًا ما يقوم الأطفال بتقليد ما يشاهدونه ويسمعونه، ومن ثم فإن تعرُّضهم لذلك قد يدفعهم إلى سلوكيات جنسية منحرفة تجاه أنفسهم أو تجاه غيرهم ممن هم أصغر سنًّا منهم.
وعلى المستوى الديني والخلقي فإن العديد من مقاطع الكرتون الذي يتعرَّض له الطفل يحمل بين ثناياه مخالفات عقدية مضادة للتعاليم الإسلامية وممجِّدة للخرافات والأساطير والسحر ونحو ذلك، كما أنها تروِّج أيضًا للعبثية وقصور الهدف على الانتصار من الخصم والغلبة بأي وسيلة كانت، كما أنها تصنع قدوات خيالية تفرضها على الطفل فتبعده عن تاريخه وقدواته من الصحابة والتابعين والمصلحين، فالاختراق والتجسُّس والتطفُّل ونشر الصور والحسابات الشخصية من الأخلاقيات السيئة التي يتم زرعها لدى الأطفال بشكل تدريجي ممنهج.
الفكرة من كتاب طفلي والتقنية
“ولأن التقنية سلاح ذو حدين تبني وتهدم وتضر وتنفع فقد نتج عن الاستخدام الخاطئ والسلبي المتزايد للتقنية مشكلات لم نشعر بها من قبل كالمشكلات على الصعيد الديني والنفسي والاجتماعي والصحي طالت الصغار قبل الكبار!”.
للتقنية سلبياتها وإيجابياتها فيما يخص نواحي الطفل المختلفة النفسية والجسدية، وعن الإحصاءات المختلفة في هذا المجال، وعن بعض الوسائل والخطوات النافعة والمفيدة للوقاية والعلاج، تصحبنا الكاتبة في جولة وتفتح أعيننا على صحة ومستقبل أطفالنا بأسلوب سهل قريب.
مؤلف كتاب طفلي والتقنية
نورة بنت مسفر القرني، كاتبة، تخرَّجت في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وحصلت على ماجستير في التوجيه والإرشاد التربوي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1437، وبكالوريوس آداب وتربية تخصص جغرافيا من كلية التربية جامعة بيشة.
ومن مؤلفاتها: “الرقابة الذاتية للأطفال في عصر الأجهزة الذكية”، “أبناؤنا والتربية الجنسية”، كما شاركت في تأليف كتاب “غرس محبة الله في الطفل”.