أضواء على الكتابة العربية
أضواء على الكتابة العربية
كانت حروف الهِجاء تُرَتَّب قديمًا عند معظم الأمم وفق ترتيب أبجد هوز، ويختلف ترتيب الحروف العربية، فهي مُرَتَّبة وفقَ تشابه الحروفِ في الشكل، وقد تم وضع هذا الترتيب في عهد عبد الملك بن مروان على يد نَصر بن عاصم ويَحيى بن يَعمَر العَدواني.
إضافةً إلى ذلك فإن في اللغة العربية حروفًا لا تُنطق في اللغات الأخرى إلا إذا كانت مركبة مع حرف آخر، وهي حروف (ثخذ ضظغ)، وكذلك لا تُستخدم غالبًا في اللغات التي تُكتَبُ بالخط العربي إلا عند كتابة الكلمات العربية المستخدمة لديهم، وقد يستخدمون حروفًا لا توجد في اللغة العربية تتطلَّبها كتابة لغاتهم، أما حرف الضاد فتنفردُ به اللغة العربية، ولذلك يُطلَق على العرب “الناطقون بالضاد”.
حيث إن الخط لم يكن به نقط أو حركات عندما أخذه العرب من الأنباط والسريان، فالحركات استحدثت بعد اختلاط العرب والأعاجم في بداية الإسلام، ما أدى إلى زيادة الخطأ في الكلام، وكانت الحركات على شكل نقط، واستخدمت في المصاحف، ولم تُستخدم في الكتابة العادية لأن ذلك كان يُعد إساءة للمكتوب إليه، ثم استبدلت النقط بالحركات المعروفة لتكون مختلفة عن النقط فلا يحدث خلط بينهما.
بالإضافة إلى ذلك؛ لم يتبع القدماء نظامًا في اتجاه سطور الكتابة، فكتبوا أحيانًا من اليمين إلى اليسار، وأحيانًا أخرى من اليسار إلى اليمين، أو دمجوا بينهما، ومع تطور الكتابة أصبح لكل جماعة نظامٌ خاصٌّ بها، وأصبح العرب يكتبون من اليمين إلى اليسار وعلى سطر أفقي، لأن الإنسان يفعل كل شيء بيده اليمنى، ويتحرك من مكان إلى آخر برجله اليمنى.
الفكرة من كتاب انتشار الخط العربي في العالم الشرقي والعالم الغربي
يأخذنا الكاتب في جولة بداية من انتشار الإسلام حتى عمَّ الخط العربي كثيرًا من بلاد العالم الشرقي والعالم الغربي، ويعرفنا على تاريخ الخط العربي واللغات التي تُكتب به، وكذلك اللغات التي أخذ مكانها أثناء توسُّع المسلمين في فتح البلاد.
مؤلف كتاب انتشار الخط العربي في العالم الشرقي والعالم الغربي
عبد الفتاح عبادة: مؤرخ مصري وباحث اجتماعي، عمل رئيسًا لقلم التسجيل بالمحكمة الأهلية في مصر، ووافته المنية عام ١٩٢٨م.
من أعماله: “سفن الأسطول الإسلامي وأنواعها وهواتها في الإسلام”، و”نهضة المرأة المصرية والمرأة العربية في التاريخ”.