أصول شجرة الزيتون
أصول شجرة الزيتون
لم يستطِع التاريخ تحديد بداية زراعة وظهور شجرة الزيتون بأنواعها المختلفة، ولكن ما استطاع التاريخ إثباته هو ظهورها على ساحل البحر الأبيض المتوسط منذ زمن بعيد، وظهورها في أماكن بدول كثيرة في عصور وحضارات مختلفة تعود إلى بلاد إسبانيا وألمانيا وفرنسا وجبال البرانس وغيرها، وعلى الرغم من هذا التاريخ فإن اشتهار دولة فلسطين بالأخص في زراعة الزيتون في العصور القديمة كان له تاريخ حافل، إذ شهدت الأراضي الفلسطينية في هذه الفترة إنتاجًا ضخمًا لزيت الزيتون، حيث تم اكتشاف معصرة زيت ومعصرة أخرى ضخمة لمعالجة الزيتون تحتوي مائة مكبس عصر كنت لديهم في هذه الفترة، وكانت تعد فلسطين من أكبر منتج يصدر الزيت إلى أراضي النيل، كمصر التي كانت تستخدم الزيت في أدوات التجميل، وفي التحنيط، وطقوس الموتى، ولم يقتصر استخدام زيت الزيتون على هذه الاستخدامات فقط، بل كان جزءًا من الطعام والزيوت العطرية كما رُوِيَ عن لقاء أوديسيوس والأميرة نوسيكا.
شكَّلت زراعة وتجارة الزيتون أهمية اقتصادية كبيرة، حيث تنوَّعت أماكن ظهور الزيتون في فترة ما قبل الميلاد على جزيرة كريت واليونان ومصر في مزارع كبيرة، وكان يتم تخزينه بكميات ضخمة في قصور الملوك، وبعدها نُقِلت شجرة الزيتون إلى أوروبا وشمال أفريقيا وإسبانيا وصقلية وغيرها، عن طريق الفينيقيين، وفي القرن الثامن قبل الميلاد شهد الزيت والزيتون مكانة كبيرة في اليونان حيث كان غصن الزيتون رمزًا لهم في الحضارة اليونانية القديمة، ومع الانتشار وصولًا إلى الإمبراطورية الرومانية شكل زراعة وإنتاج الزيتون نحو 22480 طنًّا سنويًّا، ولكن لم يستمر هذا مع تغيرات الطقس للبرد القارس، ومع دخول الغزاة من البرابرة فرضت الحروب والمجاعات ومنعت التجارة وهجرت أشجار الزيتون حتى اندثرت، ومع مرور السنين في نهاية القرن الثالث عشر شكَّلت شجرة الزيتون ركنًا مهمًّا في التجارة حيث استخدمت البندقية (فينيسيا) الزيت في صناعة منتج جديد وهو الصابون.
الفكرة من كتاب الزيتون – التاريخ الكوني
تسرد فابريزيا لانزا تاريخ ظهور الزيتون على الأرض مرورًا بحضارات وثقافات مختلفة، فتجد أنه كان يمثل رمزًا لطقوس كثيرة في كل منطقة مختلفة في أكثر من بلد، إلى أن وصل إلى أكثر من مائدة طعام مختلفة حول العالم، حيث دخل الزيتون وزيت الزيتون أصنافًا كثيرة متنوعة بين الحلو والحامض.
مؤلف كتاب الزيتون – التاريخ الكوني
فابريزيا لانزا Fabrizia Lanza: ولدت في باليرمو بإيطاليا عام 1961، وهي باحثة في الثقافة الغذائية، وصاحبة مدرسة الطبخ الصقلي المرموقة “آنا تاسكا لانزا” التي أسَّستها أمها في صقلية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في تاريخ الفن، وكانت رئيسة التحرير السابقة لمجلة الذواقة، وشاركت في تأليف كتاب “العودة إلى الوطن الصقلي” مع كيت وينسلت عام 2012.
معلومات عن المترجم:
عمر سليم التل: مترجم وباحث، يحمل شهادة الماجستير في التاريخ، والبكالوريوس في العلوم السياسية، عمل مديرًا للمنتدى العربي في عَمَّان، ألف وترجم وراجع كتبًا عديدة، ومنها ترجمته لكتاب “الإنسان والدولة والحرب” لكينيث والتز، وكتاب “ذواقة العسل” لكارلا مارينا وكيم فلوتم.