أصول الشيعة والرافضة وفرقهم
أصول الشيعة والرافضة وفرقهم
الشيعة في اللغة تعني الأتباع والأنصار، كما تعني اجتماع قوم على أمر ما، ولقد أخذت معنًى اصطلاحيًّا مستقلًّا تم إطلاقه على جماعة قد شايعوا عليًّا (رضي الله عنه) لأنهم زعموا أن الرسول ﷺ قد عيَّنه إمامًا لهم، أما الرافضة فتعني في اللغة التَّرك والتخلي عن الشيء، وأُطلقت على قوم من الشيعة كانوا تابعين لزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، وكانوا يسبُّون أبا بكر وعمر (رضي الله عنهما) فمنعهم، فرفضوه وتركوه، فأصبحت كلمة الرافضة تُطلَق على جماعة من الشيعة أجازوا الطعن في الصحابة.
وينقسم الشيعة إلى فرق عديدة كالنصيرية التي تُعد أكثر فرق الشيعة غلوًّا وينتسبون إلى محمد بن نصير النميري، وقد غالوا في علي بن أبي طالب حتى ألَّهوه، كما اشتهروا بحربهم على الإسلام والمسلمين ومناصرة التتار والنصارى، وعُرف عنهم أيضًا تحريفهم لكلام الله عن مواضعه، وقد أعدهم شيخ الإسلام ابن تيمية أشد خطرًا من اليهود والنصارى، وعرفهم المسلمون بألقاب كالملاحدة والقرامطة والباطنية والإسماعيلية، وفي العصر الحاضر يُسمَّون بالعلويين في سوريا.
أما الفرقة الثانية فهي الشيعة الاثنا عشرية وعُرفت أيضًا باسم الإمامية، ويعود سبب اسمهم إلى اعتقادهم بإمامة اثني عشر إمامًا بدءًا من علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مرورًا بذريَّته حتى الإمام الثاني عشر وهو أبو القاسم محمد بن الحسن، ويعتقدون في أئمتهم أنهم معصومون من الرذائل والفواحش والخطأ والنسيان، وأن عصمتهم فوق عصمة الأنبياء، ويُعد النظام الحاكم الآن في إيران والثورة الإيرانية الإسلامية وزعيمها الخميني امتدادًا لتلك المدرسة الشيعية.
الفكرة من كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
طبقًا للأحاديث النبوية الصحيحة، فإنه سيخرج آخر الزمان من أهل البيت رجلٌ يملك سبع سنين ينشر فيها العدل والسلام بعد الجور والظلم، ويكون اسمه كاسم رسول الله ﷺ واسم أبيه -أي محمد بن عبد الله- ويكون من ذرية فاطمة (رضي الله عنها)، وظهوره من المشرق، وسيحضر نزول عيسى ابن مريم (عليه السلام) الذي سيُصلِّي خلفه، هذا الرجل هو المهدي، وقد ذُكر في خمسين حديثًا، بيَّن أئمة الحديث الصحيح فيها من غيره.
وفي إثر هذا ظهرت جماعات من الشيعة بقيادة دجالين كاذبين ادَّعى بعضهم أنهم المهدي المنتظر، فاستحلوا الدماء والأعراض وحرَّفوا القرآن والسُّنَّة، وعلى هذا فيتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الدولة العبيدية الفاطمية بنوع من الدراسة البحثية.
مؤلف كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي الجنسية، نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، كما حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
وله العديد من المؤلفات، منها: “دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية”، و”السلطان الشهيد عماد الدين زنكي”، و”صفحات مشرفة من التاريخ الإسلامي”، و”فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب”.