أصل نبتة البن

أصل نبتة البن
يرجع أصل نبتة البن إلى الحبشة والجزيرة العربية، اللتين نما فيهما البن البري، ويُرجَّح أن المهتمين بالنباتات والأعشاب هم مكتشفو التأثير القوي لحبوب البن في تنشيط شارِبِها، فجربها المعالجون والشامان وخبراء الأعشاب وعَرَفوا خصائصها، وفي ذلك الوقت كانت القهوة مختلفة عن المشروب المعروف حاليًّا. وأول من كتب عن القهوة الطبيب الفيلسوف الفارسي أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، فأشار إلى مشروب اسمه «البنشام»، ثم كتب عنه الطبيب العالم العربي أبو علي سينا عام ١٠٠٠م، وانتشر المشروب من إثيوبيا سريعًا، وحمله التجار العرب عبر البحر الأحمر، وفي فترة قصيرة استمتع العرب بمذاق القهوة. وقد زرع الإثيوبيون البن في اليمن عندما احتلوها في القرن السادس، وسموا الشراب الذي صنعوه من حبوب البن «القهوة»، بمعنى مثبط الشهية، واللفظ مشتق من الفعل قَهِيَ، أي لم يشتهِ الطعام، وشاعت القهوة في اليمن، بعد أن شَرِبها مُفتي عدن «جمال الدين الذُّبْحاني» عندما كان مريضًا، فتحسنت صحته وزادت طاقته، وأصبح متيقظًا، فاستخدمها الدراويش ليظلوا متيقظين طوال الليل وهم ويمارسون الشعائر الدينية.

وفي نهاية القرن الخامس عشر وصل البن إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة من اليمن، فتناولها الدراويش، ثم تعدت الشعائر الدينية فتناولها أهل مكة بغرض المتعة، أما في تركيا العثمانية فقد وصلت القهوة إلى إسطنبول عام ١٥١٧م، بواسطة السلطان «سَليم الأول» بعد غزوه مصر، وافتتحت المقاهي للمرة الأولى في إسطنبول عام ١٥٥٤م، وسرعان ما انتشرت المقاهي، وأصبحت أماكن لعقد الصفقات التجارية وتردد عليها الكثيرون، ومع ازدياد شعبية القهوة توالى السماح بتناولها وارتياد المقاهي ثم حظرها، مع وجود حجج استعان بها رجال الدين وأصحاب السلطة تُسَوِّغ موقفهم، لكن الناس استمروا في احتسائها سرًّا، وفي النهاية أصبحت القهوة مهمة ولها تأثير بالغ في الحياة والثقافة التركية.
وفي بلاد فارس ظهرت القهوة والمقاهي مبكرًا، ولم يعارضها الحكَّام الفرس، بل شجعوها، ويذكر أن زوجة الحاكم «شاه عباس الأول» أعجبها تجمع الناس في المقهى الرئيس في أصفهان يتحدثون في السياسة والأمور المهمة، فكلَّفَت مسؤولًا دينيًّا بحضور الاجتماعات وتثقيف محتسي القهوة عن الدين والقانون والتاريخ، وعممت ذلك في جميع المقاهي، وبتلك المبادرة الذكية سيطرت على المقاهي وأبعدت النقاشات عن الخلافات السياسية ولم تصبح منبعًا للفتنة والاضطرابات.
الفكرة من كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
القهوة هي المشروب المفضل لدى كثيرين، واحتساؤها جزء أساسي من يومهم، وتتعدد أنواعها وطرائق إعدادها، ولكل محتسٍ لمسته الخاصة، لكن هل تعلم أن العرب لهم الفضل في اكتشاف هذا المشروب الرائع؟ وأن القهوة تجاوزت كونها مشروبًا لتؤثر تأثيرًا بالغًا في السياسة والاقتصاد والأدب والمجتمع؟ اصطحب قهوتك ولنطّلع على تاريخ القهوة من المنشأ حتى القرن الحادي والعشرين.
مؤلف كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
جوردون كير: ولد في مدينة «إيست كيلبرايد الإسكتلندية الجديدة»، وتخرج في جامعة «جلاسكو»، ثم انتقل إلى فرنسا، وبعد ذلك عَمِل في لندن في تجارة النبيذ، ثم في مجال التسويق لبيع الكتب والنشر، ثم أصبح كاتبًا متفرغًا، أَلَّف أعمالًا كثيرة في مجالات متنوعة، من ضمنها الفن والتاريخ والجريمة الحقيقية والسفر والفكاهة، ومن تلك الأعمال: كتاب: «A Short History of the Middle East: From Ancient Empires to Islamic State» وكتاب: «Mafia Men: Hoodwinkers, suckers and scams» ورواية: «The Partisan Heart»
معلومات عن المترجم:
منتدى فايز علمي: مترجم متميز، من ترجماته:
قبل أن تبرد القهوة.
لماذا نأكل كثيرًا؟