أشياء لا يمكن إغفالها
أشياء لا يمكن إغفالها
في ظل حديثنا عن التعلم والتفكير لا يمكننا أن نغفل عن مكون أساسي لهذه العملية ألا وهو المعنى، وأريد منك أن تراجع ذاكرتك وتسترجع السهولة التي حفظت بها معلومات تفهمها جيدًا، والصعوبة والمعاناة من أجل حفظ معلومات غير مفهومة، وإن حدث وحفظتها فسرعان ما تنساها، أليس كذلك؟ لهذا ومن أجل أن تيسر رحلة تعلمك، احرص على الوصول إلى المعنى من وراء المعلومات التي تراها، ولكن عليك أن تتقبل أيضًا أن أحكامك ومعتقداتك والمعاني التي تكونها لن تكون صائبة في كل الأحوال، وهذا يفتح لك بابًا واسعًا لتقبل آراء الآخرين والتعلم منهم ويجنبك الإصرار على الخطأ.
وبعد السعي إلى فهم ما نتعلم والوصول إلى المعنى من ورائه كوسيلة مساعدة على التعلم، لا يمكننا كذلك ألا نتحدث عن الذاكرة وهي بمنزلة الوعاء الحاوي لما نتعلم، ونظام الذاكرة لدينا مبني على ثلاثة أركان أساسية، هي: السجل الحسي والذاكرة الطويلة المدى والذاكرة العاملة، فالسجل الحسي هو الذي يلتقط المعلومات من الواقع بواسطة الحواس الخمس، بينما تعد الذاكرة الطويلة المدى المستقرَّ النهائي للمعلومات، والذاكرة العاملة تمثل الوسيط بين السجل الحسي والذاكرة الطويلة المدى.
ولعلك تريد الآن أن تعرف كيف تنتقل المعلومات من ركن إلى آخر في نظام الذاكرة، حسنًا.. تنتقل المعلومات من السجل الحسي إلى الذاكرة العاملة عن طريق الانتباه، ومن الذاكرة العاملة إلى الذاكرة الطويلة المدى عن طريق معالجة المعلومات بعمق وإكسابها معنًى، كأن نقارنها بما تعلمناه مسبقًا أو نتوصل من خلالها إلى دلالات معينة أو نصنفها ونقيم مدى دقتها. وإذا كنت مهتمًّا بمعرفة الفرق بين الذاكرة العاملة والطويلة المدى، فإليك الآتي: الذاكرة العاملة لها سعة محدودة فلا تستطيع الاحتفاظ في المتوسط بما يزيد على 4 معلومات جديدة في الوقت نفسه، كما أن المعلومات سرعان ما تتلاشى منها ولا تلبث فيها غير يسير، أما الذاكرة الطويلة المدى فتتميز بسعة غير محدودة ولديها القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات طويلًا وربما لآخر العمر. ويمكننا تصنيف المعرفة داخل ذاكرتنا إلى نوعين أساسيين وهما المعرفة الخبرية التي تختص بالمعلومات، والمعرفة الإجرائية المختصة بالسلوكيات وكيفية عمل الأشياء.
الفكرة من كتاب كيف نفكر ونتعلم: آفاق نظرية ودلالات عملية
هل سمعت الشائعة التي تقول إننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا؟ وهل تظن أن التكرار هو الوسيلة الفعالة للتعلم؟ وهل ترى أن الشغف والدافعية هما المفتاح السحري الذي يمكنك من الإنجاز والعمل؟ حسنًا، يؤسفني إخبارك بأن كل هذه مفاهيم خاطئة، ورغم شيوعها فإن لها تأثيرًا سيئًا في التعلم في من يتبناها. ولكن في المقابل يوجد خبر سار هو أننا بصدد تصحيح كثير من مفاهيمنا الخاطئة، وسنعرف معًا خبايا الدماغ والتفكير والتعلم من الناحية النظرية والتطبيقية، فهلّا انطلقت معي ورحبت بتغير نظراتنا وتطوير مفاهيمنا وتعزيز تعلمنا وتفكيرنا!
مؤلف كتاب كيف نفكر ونتعلم: آفاق نظرية ودلالات عملية
جين إليس أورمرود: باحثة ومتخصصة في علم النفس، حصلت على شهادة البكالوريوس في علم النفس من جامعة براون، وشهادة الماجستير في العلوم، والدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة بنسلفانيا، كما عملت أستاذة لعلم النفس التربوي في جامعة شمال كولورادو حتى عام 1998م، وتشغل حاليًّا منصب أستاذة زائرة في كلية العلوم النفسية بالجامعة نفسها.
من مؤلفاتها:
Human Learning.
Child Development and Education.
Educational Psychology, Student Study Guide.