أسماء الله ووحدانيته
أسماء الله ووحدانيته
إنه يستحيل معرفة ذات الله ومستحيل رؤيته لعين بشرية، لأن العين البشرية لا تدرك إلا كل ما هو محدود في المكان ومحصور بالزمان، والله ليس كمثله شيء، وفي آيات بديعة يقدم لنا القرآن هذه الحقيقة الأزلية: ﴿عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال﴾، فالكل يسجد لله ومن لا يسجد طوعًا يسجد كرهًا؛ فقلب المؤمن والكافر كلاهما خاضع للقوانين الفسيولوجية التي أبدعها الخالق.
وقد أنكرت بعض الفرق الإسلامية إمكانية رؤية الله في الآخرة، وكانت حجتهم أن العين لا ترى إلا المحدود في الزمان والمكان، والله لا محدود ولا متناهي، وهي حجة واهية وتصور مادي دنيوي، فهم يتصورون أن الروح سوف تبصر بعين مادية في الآخرة كعين الدنيا، وهو أمر ينكره القرآن فيقول عن النشأة الأخرى ﴿وَنُنْشِئَكُمْ فِيمَا لا تَعْلَمُونَ﴾؛ أي إنه سوف ينشئنا نشأة مختلفة تمامًا عما نعلم، ولا غرابة في أن يكون للروح بصر شامل يدرك اللامحدود، وأن ترى الله في الآخرة.
ويقرر القرآن بعبارات قاطعة محددة وآيات لا تقبل التأويل وحدة الله المطلقة، وأن كل ما عداه باطل زائل وينزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم ليقول ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾، وجميع الكتب السماوية من توراة وإنجيل وقرآن هي في صورتها التي نزلت بها كتب توحيد، فالدين في حقيقته دين واحد من ناحية العقيدة وقد نزلت شرائع هذا الدين الواحد على مراحل (اختلاف الأديان هو اختلاف من ناحية الشرائع فقط)، وقد علم الله أنه لن يحدث تطور روحي بعد ذلك وأن الإنسان لن يتطور إلا في أدواته فختم الرسالات بمحمد صلى الله عليه وسلم.
ويأمر الله بعدم التفريق بين رسول ورسول وعدم التفضيل بينهم، فهو سبحانه قد فتح باب رحمته لكل من جاهد.
الفكرة من كتاب القرآن محاولة لفهم عصري
“كل منا في حياته الخاصة.. من تفاوت المستويات التي يمكن أن يعيش فيها.. لا نقصد مستويات الدخل، وإنما نقصد شيئًا أعمق، نقصد المستويات الوجودية ذاتها”.. بأسلوب فلسفي عميق؛ يأخذنا الكاتب في جولة لمناقشة بعض القضايا المُحيرة مثل البعث والخلود والساعة والغيب والجنة والموت، وعلم الله الواسع وأسمائه وصفاته وقصة الخلق.
مؤلف كتاب القرآن محاولة لفهم عصري
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري. وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف الكثير من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، ومن أهم كتبه: “أينشتين والنسبية – التوراة – عصر القرود – حوار مع صديقي الملحد – المؤامرة الكبرى”.