أسلمة الروحانيات!
أسلمة الروحانيات!
بدأت هذه الأفكار في اجتياح العالم العربي والإسلامي حينما تبنَّاها مدرِّبون مسلمون، محاولين دمج الفلسفة الشرقية مع الدين الإسلامي، أو التوفيق بينهما بدعوى أسلمة العلوم!
فمُصطلح “التنمية البشرية” يبدو جذَّابًا ولا إشكال عليه، بل قد يخلط الكثير بينه وبين “تنمية الموارد البشرية”، والذي له اهتمام مؤسساتي، ويُقدِّم البرامج التدريبية كالتخطيط وتحديد الأهداف وإدارة الوقت أو مهارات الإلقاء والحوار وغيرها، إلا إنه قد تم الخلط بين المُصطلحين، فالتنمية البشرية لها طابع روحاني، أما تنمية الموارد البشرية فقائمة على العلوم الإنسانية.
فالتنمية البشرية تنظر إلى الإنسان على أنه مخلوق روحاني محبوس في جسد يُعطِّل الكثير من قواه، وبالتدريب الروحاني يرتقي الإنسان إلى الإنسان الكامل، والمعروف في البوذية باسم Trancendentalism.
وليست التنمية البشرية فحسب التي انتشرت بين البلاد العربية والإسلامية، فهناك برامج “الطب أو الاستشفاء البديل”، فعُرِفت “الإبر الصينية” كبديل للعلاج التقليدي للأمراض، وكذلك انتشرت بعض الطقوس الوثنية ولكنَّها مُرتبطة ببعض التمارين الرياضية أو بأغذية مُعيَّنة، فانتشرت “اليوجا” و”الريكي” وغيرهما.
وكان لمعهد إيسالن الدور الكبير لإكساب هذه البرامج الطابع العلمي التجريبي، فصارت حلًّا جيِّدًا لجفاف الفكر المادي، ووسيلة لحياة جديدة خالية من الضغوط!
ولم يقتصر انتشارها في البرامج والدورات فحسب، بل صار انتشارها من خلال انتشار كُتب مطبوعة ورقمية تدعو لها وتُبيِّن ما هي، وكذلك إخراج الأفلام، وإنتاج الصوتيات، وترجمة الموروث الباطني القديم، كل ذلك سعيًا لتحقيق السلام النفسي.
الفكرة من كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
البرمجة اللغوية العصبية، الريكي، العلاج بالبرانا، اليوجا، وغيرها من الأسماء، تتردَّد على آذاننا لتحقيق السلام النفسي، أو التخلُّص من التوتر والضغط، وغيرها من المطالب التي يبحث عنها العديد منَّا في العصر الحديث، فما حقيقة هذه البرامج؟ وما أصل فلسفتها؟
تُقدِّم لنا الكاتبة أثر الفلسفة الشرقية في حياتنا اليومية، والتي هي أصل للكثير من هذه البرامج، كما توضِّح بشكل مُيسَّر ما هي “حركة العصر الجديد”، وما علاقتها بتلك البرامج وبالفلسفة الشرقية؟
مؤلف كتاب أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المُعاصرة
فوز بنت عبد اللطيف كردي: باحثة وكاتبة سعودية من مواليد المدينة المنوَّرة، حصلت على الدكتوراه في فلسفة التربية والدراسات الإسلامية، تخصُّص العقيدة والمذاهب المعاصرة، وهي باحثة متخصِّصة في الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه، تعمل رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وأستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبدالعزيز (فرع البنات).
قدَّمت عددًا من الدورات التوعوية، ولها عدد من المشاركات العملية على مستوى المملكة والخليج العربي، ولها عدد من المؤلفات والأبحاث منها: “المرأة في مناهج التعليم”، و”حقيقة العلاج بالطاقة بين القرآن الكريم والعلم”، و”أصول الإيمان بالغيب وآثاره”، و”حركة العصر الجديد: دراسة لجذور الحركة وفكرها العقدي ومخاطرها على الأمة الإسلامية”.