أسطورة: لا أعلم كيف أخشع!
أسطورة: لا أعلم كيف أخشع!
يعتقد الكثيرون أن الجزاء كله في الآخرة فقط وليس في الدنيا نعيم أو لذة معجلة على الطاعة، وهذا خطأ فمن عاجل بشرى المؤمن أن يعجِّل الله له شيئًا من النعيم والراحة النفسية مكافأة له على الطاعة والقيام بواجب العبودية، كيف لا والله سبحانه شرع الشرائع موائمة للفطرة والنفس البشرية، وبالتالي فإن الالتزام بها ينعكس على النفس راحة وسكينة واطمئنانًا.
أي أمر جديد حتى تعتاده تحتاج إلى محفز يدفعك للقيام به وعلى مكافأة تنتظرك في النهاية، وبالنسبة للصلاة فالتحفيز هو تلك الخطوات المسبقة التي تفعلها قبل الصلاة من تهيئة وترقيق قلب وسماع موعظة ومعرفة فضل، فما المكافأة التي تنتظر إذًا؟
هل عليك أن تنتظر الآخرة حتى تحصل على مكافأتك؟ لا بالطبع، فنحن نعبد ربًّا ودودًا شكورًا يعجِّل لنا بشيء من الجزاء والثواب في الدنيا، ويزيِّن الإيمان في قلوبنا ويحببه لنا، فكم من مرة شعرت بالسكينة بعد أن فرغت من الصلاة ولو كانت ركعة واحدة! السكينة نعمة عظيمة قلما نشعر بها وسط صخب الحياة وكثرة ملهياتها ومشتتاتها، والسكينة شعور لا تجده في ملذات الدنيا مجتمعة وإنما تجده في جنب الله فقط وبخاصة في محراب الصلاة، وهل السكينة مما يُستجلب بالعمل؟
السكينة مما يُستجلب بالخشوع، نعم فالخشوع ليس حكرًا على الصالحين وأصحاب الكرامات، بل هو أمر مقدور عليه مستطاع، ليس خيالًا بعيد المنال كما تظن، أتذكر قيمة الأفكار وإقناع العقل بها؟ الخشوع هكذا مع إضافة العمل إليه، فكما أن الخشوع حالة نفسية داخلية فإنه أيضًا مما يمكن أن يجنيه المرء من حالة عضوية خارجية، فسكون الأعضاء واعتدالها والاطمئنان في حركات الصلاة وقراءة القرآن بتدبر وهدوء وحضور قلب مما تتحصَّل به على الخشوع، بل وحفظ أذكار وسنن جديدة كل فترة مما يجدد ويحيي الخشوع بداخلك أيضًا.
تذكر أنك في حالة اتصال ومناجاة مع ملك الملوك، وأنه اصطفاك أنت من بين ألوف مؤلفة لتقف بين يديه، وشرَّفك بأن يُجري كلامه على لسانك، ألا يكفيك هذا كله لأن يخشع قلبك ويقشعر جسدك وتدمع عينك!
هذا والله مما يستحق المجاهدة، وإن عجزت كل العجز على أن تجمع قلبك على الخشوع في الصلاة، وأن تهيئ كل عضو فيك للسكون فماذا يحول بينك وبين أن تناجي ربك في الصلاة نفسها أن يرزقك الخشوع ويهدي قلبك وجسدك وأن يذيقك لذة الصلاة!
أنت بين يدي ملك الملوك الذي يملك كيانك كله من أدق عضو فيك إلى أعظم عضو، أفيعجزه أن يُخضِعك كلَّك له!
الفكرة من كتاب فاتتني صلاة
من وجهة نظر إنسانية وأخرى نفسية نجلس مع الكاتب في محراب الصلاة، نعرِّج معه إلى السماء السابعة ثم نهبط إلى دواخلنا ونطوف داخل أنفسنا وعقولنا، نفحص معه الداء حتى نصل إلى الدواء، وما ذلك إلا نتاج تجربته الخاصة، وأصدق النصائح تلك التي تأخذها ممن تربت قدماه سعيًا حتى وصل.
مؤلف كتاب فاتتني صلاة
إسلام جمال يبلغ من العمر ثلاثين عامًا، مصري الجنسية، يعمل مهندسًا بحريًّا، حصل على شهادة البكالوريوس في مصر بينما حصل على شهادة الماجيستير في إنجلترا، وغايته من الكتابة هي ربط علم النفس بالدين، والعبادات بالحياة.
من أبرز مؤلفاته: “آيات تغير حياتك”.