أسرتي.. أنا.. جسدي
أسرتي.. أنا.. جسدي
آيا فتاة نشأت في أسرة تقليدية، هي الأكبر سنًّا بين إخوتها، وفي يوم بلغت الرابعة عشرة، وهي سن مميزة بالطبع، فهي الطريق نحو المراهقة المزعجة أو اللطيفة!
تتكوَّن أسرتها من والد في عمر الحادية والأربعين، ووالدة في عمر الأربعين، ولها شقيقة تصغرها بعامين وأخرى تبلغ عامين فقط، وأما أخوها الذي يبلغ أحد عشر عامًا فهو غامض ومخيف بعض الشيء على حد قولها، ويبدو أنه في بدايات مرحلة المراهقة أيضًا! ولها أخ صغير آخر.
نحو سيرها في طريق المراهقة الطويل تكتشف آيا بعض التغيرات على جسدها، كفقدان الوزن مثلًا وفقدان الاتزان أيضًا، فكانت أولى زياراتها إلى المستشفى إثر سقوطها على وجهها لينجرح ذقنها، مما استدعى أن يضمد بغرزتين لأنه وللأسف لم تسعفها يدها لتتوقَّى هذا السقوط.
هناك شيء ما يحدث لجسد تلك المراهِقة لكن لا شيء محدَّد حتى الآن، في مثل هذه الأوقات ينبغي للأمهات أن يتدخَّلن، وهذا ما فعلته والدتها ذات يوم حيث بدأت بالتحدث معها عن ملاحظتها لفقدان وزنها، كما أن مشيتها أصبحت غريبة وغير متزنة بعض الشيء، ما أثار قلق الأم في الفترة الأخيرة فقرَّرت أن تبحث عن طبيبة أعصاب جيدة.
فتاة في مثل تلك السن تظهر عليها مثل هذه الأعراض لن تفكر في شيء سوى أنها ربما أسرفت على نفسها في السهر قليلًا أو أن هناك خطبًا ما في نظامها الغذائي، ولم تكن تتوقَّع أن الأمر سيستدعي إجراء أشعة مقطعية على المخ!
انتهى الفحص الأول بوصفة دواء وعيادة شهرية للطبيبة المعالجة، وأمور المراهقة الصغيرة تزداد سوءًا والحمى انضمت إلى قائمة الأعراض الغريبة!
آيا على أعتاب الانضمام إلى المرحلة الثانوية، ونظرًا إلى ظروفها الصحية الحالية فإن الخيارات لديها محدودة، فإما مدرسة قريبة نوعًا ما من المنزل وإما مدرسة خاصة للمعاقين!
الفكرة من كتاب لتر من الدموع: نضال شابة للحياة “مذكرات آيا”
ضمور المخيخ والحبل الشوكي، مرض يُفقِد الجسد القدرة على الحركة تدريجيًّا، وعلى الرغم من ذلك فقد قاومت آيا كيتو كثيرًا، وكانت استثناءً لكل من حولها وكتبت مذكراتها تفصيلًا منذ لحظة إصابتها كجزء من المساعدة على التشافي، نعم الكتابة تساعد كثيرًا على تصحيح الأخطاء وتغيير الطباع والخروج من الاكتئاب والحزن.
وجاءت فكرة نشر هذه المذكرات من والدتها لتهديها شيئًا تتمسَّك به وتقاتل المرض من أجله.
مؤلف كتاب لتر من الدموع: نضال شابة للحياة “مذكرات آيا”
آيا كيتو: فتاة يابانية ولدت في التاسع عشر من يوليو عام 1962 وتوفِّيَت في الثالث والعشرين من مايو عام 1988، ألَّفت مذكِّراتها منذ إصابتها بمرض في سن الخامسة عشرة حتى تُوفِّيَت وهي في سن الخامسة والعشرين، وقد حُوِّلت مذكِّراتها هذه فيما بعد إلى عمل تلفزيوني.
معلومات عن المترجم:
الدار العربية للعلوم (ناشرون): قام بتأسيسها الإخوة شبارو في بيروت عام 1986 تقوم بنشر العلوم الحديثة باللغة العربية، وخصوصًا علوم التقنيات الحديثة والتطبيقات العملية للعلوم في حياتنا المعاصرة، وتضمُّ قائمة منشوراتها أكثر من 3000 كتاب تقريبًا تغطي المواضيع التالية: الكمبيوتر والإنترنت والبرمجة، والعلوم الطبيعية والاختراعات العلمية، والإدارة والمهارات الإدارية، والصحة والرشاقة والعناية بالطفل والأسرة، والناشئة، والطبخ العربي والعالمي، والديكور والتجميل المنزلي، والسفر والرحلات، والرياضة، ومواضيع أخرى عديدة.