أسرار الدماغ
أسرار الدماغ
كان العلماء يرون انفصال العقل عن الروح بوصفهما كيانين منفصلين أحدهما عن الآخر، ولكن مع التقدم البحثي في علم الأعصاب وتقنيات مسوحات الدماغ تغيرت الفكرة، إذ لاحظ بعض الباحثين ترابط بين مناطق معينة في الدماغ وبين الشخصية الإنسانية وبعض المشكلات السلوكية، بل وحتى الذاكرة العميقة المدفونة، كما استطاع العلماء معرفة بعض الممرَّات الكهربية للدماغ ورسم خريطة للقنوات البينية بين أجزاء الدماغ المختلفة وبين باقي أعضاء الجسم البشري.
ومن هنا تم اكتشاف العديد من مراكز القيادة ومناطق التأثير في كلا النصفين الكرويين، بعدما كان العالم يظن أن يتساءل عن جدوى وجود نصفين متماثلين من الدماغ البشري طالما أن أحدهما يمكنه القيام بالمهمة، ولكن في عام 1981 فاز أحد العلماء من معهد كاليفورنيا للتقنية بجائزة نوبل عندما برهن أن نصفي الدماغ يؤدي كلٌّ منهما وظائف مختلفة عن الآخر.
ويظهر هذا جليًّا في مرضى الدماغ المشطور، أي من أُصيبوا بقطع قنوات الاتصال وتبادل المعلومات بين شقي الدماغ، حيث تنشأ نتيجة عن ذلك إرادتان منفصلتان الواحدة عن الأخرى فتتصارعان داخل الجمجمة، فبينما همَّ أحدهم لمعانقة زوجته بإحدى يديه وجد يده الأخرى توجِّه لكمة إلى وجهها! فإذا كان من الناحية الفسيولوجية لا يزال هناك الكثير من الغموض الذي يخيِّم على الدماغ، وكيفية سيطرته على باقي أجزاء الجسم البشري، فعلى الجانب الآخر لا يزال أمام العلم أشواط طويلة عليه أن يقطعها لاكتشاف الوجه الآخر للعقل البشري المتمثل في اللاوعي، فرغم المحاولات المتعددة للنزول إلى هذا السرداب واكتشاف مكنوناته، فلا يزال هناك الكثير من الأسرار لم ترَ النور بعد، لا سيما تلك الأسرار الخاصة بطبيعة العلاقة بين الوعي واللاوعي وعملية إدراك الذات والتأثير المتبادل بينهم، خاصةً في ظل ميول ورغبات متنافسة ومتناقضة أحيانًا بين تلك الأطراف الثلاثة سواء كان ذلك في حال اليقظة أم في المنام.
الفكرة من كتاب مستقبل العقل: الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته
ظل العقل البشري كهفًا من الأسرار المغلقة لقرون عديدة، لا يجوز الاقتراب من أسواره أو المساس بعتباته المقدسة، إلى أن انقلب الأمر وبات العالم على موعد مع كتلة متحركة لا تعرف التوقف بحثًا عن فك مزيد من طلاسم وغموض ذلك الصندوق السحري المعروف بـ”الدماغ”.
فإذا كنت تتوق إلى فك طلاسم هذا العالم المجهول، فقد تجد ضالَّتك في هذا الكتاب، والذي يكشف نقاطًا ظلت مبهمةً لسنوات، فهو يستشرف المستقبل ويقتحم سرداب الدماغ البشري لاستكشاف أسراره، ويتساءل في غموض حول إمكانية أن يتحكَّم العقل في الواقع الخارجي، كما يلقي الضوء على ثورة الذكاء الاصطناعي، ومحاولات البشر لصنع عقل اصطناعي يحاكي العقل البشري.
مؤلف كتاب مستقبل العقل: الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته
الدكتور ميشيو كاكو (Michio Kaku): هو عالم أمريكي من أصل ياباني مختص بمجال الفيزياء النظرية ومجال الدراسات المستقبلية، ولد في سان جوزيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 24 يناير عام 1947، من والدين يابانيين مهاجرين إلى الولايات المتحدة، حصل على درجة الدكتوراه في عام 1972، ويعمل أستاذًا للفيزياء النظرية بجامعة سيتي الأمريكية، كما أنه بروفيسور زائر في كل من جامعة برنستون وجامعة نيويورك.
له العديد من المؤلفات منها: “رؤى مستقبلية؛ كيف سيغير العلم مستقبلنا في القرن الواحد والعشرين”، و”الفضاء الفائق”، و”فيزياء المستقبل”.