أسباب وأعراض
أسباب وأعراض
كما نعلم فإن لكل شيء سببًا، والمرض النفسي بالتحديد من خصائصه تعدُّد الأسباب، أي أن المريض لا يشترط أن يعاني سببًا واحدًا، بل من الممكن أن يكون مرضه لأكثر من سبب، وتنقسم الأسباب النفسية إلى عدة أسباب، منها الأسباب الحيوية التي توجد في تاريخ نمو الفرد وتتعلَّق بالأسباب الجسمية العضوية، مثل الاضطرابات الفسيولوجية أو عوامل النقص العضوي، كما أن الوراثة تقوم بدور واضح في تهيئة الإصابة بالمرض النفسي فهناك بعض الأمراض يحتمل أن يكون للوراثة دور فيها مثل الفصام والاكتئاب والصرع، وربما تكون الأسباب نفسية، أي تتعلَّق بعدم إشباع حاجات الفرد خصوصًا في مرحلة الطفولة أو الأحداث الصادمة أو العادات غير الصحية واضطراب العلاقات، وقد تتمثَّل في الصراع الناتج عن وجود حاجتين لا يمكن إشباعهما في ذات الوقت، ما يؤدي إلى التوتر والقلق واضطراب الشخصية، أو قد تتمثَّل الأسباب النفسية في الإحباط والحرمان، فالتنشئة غير السوية تؤدي إلى الإحباطات والتوترات لدى الفرد، مثل القسوة والإهمال أو التذبذب أو الحماية الزائدة أو الرفض الصريح، فكلُّ هذه أسباب تؤدي إلى المرض النفسي.
ودائمًا ما تُصنَّف الأمراض النفسية بحسب الأعراض، وتكون هذه الأعراض مرتبطة بحياة الشخص، حيث إن الأعراض تشير إلى وجود مشكلة داخلية، ولكي نحدِّد معنى العرض لا بد أن نحدِّد العوامل التي أدَّت إلى ظهوره، وهي التي تجعلنا نفرِّق بين مرض وآخر .
وتُصنَّف الأعراض بشكل مختلف لأن الأسس التي يقوم عليها التصنيف تختلف كون العرض منشؤه عضويًّا أو نفسيًّا، فهناك مثلًا اضطرابات في الإدراك يندرج تحتها الهلوسات بجميع أنواعها؛ السمعية والبصرية والذوقية واللمسية، وهناك اضطرابات تفكير يندرج تحتها التفكير غير الواقعي والتشتت والوساوس والأوهام مثل توهُّم العظمة وتوهُّم الاضطهاد، وكذلك توجد اضطرابات في الكلام مثل تأخره أو بطئه أو سرعته أو عرقلته، كما أنه توجد اضطرابات الانفعال التي تتمثل في القلق والاكتئاب أو الفزع والتوتر والتبلُّد.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
لا يخفى على أحد الآن أهمية العلاج النفسي، لقد أصبح جانبًا ضروريًّا في الحياة بسبب كثرة المشكلات النفسيَّة وازدياد اضطرابات الشخصية في الآونة الأخيرة، فكان من المهم تسليط الضوء على الأزمات النفسية وتطوير علاجاتها بشتى الطرق.
مؤلف كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
الدكتور حامد عبد السلام زهران (رحمهُ الله): أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة عين شمس بمصر، حصل على دكتوراه في الفلسفة وعلم النفس من جامعة لندن عام 1966، وشغل عدة مناصب حيث كان عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، وكان معالجًا نفسيًّا ومرشدًا منذ عام 1966 حتى وفاته عام 2008.
وكان عضوًا في عدد من الهيئات؛ منها: المجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للثقافة والجمعية العامة للدفاع الاجتماعي.
من أبرز مؤلفاته: “علم نفس النمو.. الطفولة والمراهقة”، و”التوجيه والإرشاد النفسي”، و”قاموس علم النفس”.