أسباب عدم التبرع للفقراء
أسباب عدم التبرع للفقراء
يعود عدم التبرع للفقراء إلى عدة أسباب، منها أن البشر يجدون صعوبة في التبرع بالمال لأناس لا تربطهم بهم أي صلة، ولا يعرفون أشكالهم أو لغتهم أو ثقافتهم، ويميلون نحو تفضيل مصالحهم الشخصية، ومراعاة عائلاتهم ومجتمعاتهم في المقام الأول، ويدخرون المال من أجل تأمين مستقبلهم، أو بناء عقار بدلًا من التبرع به للمحتاجين، مما يفسر الفشل في إنقاذ حيوات كثير من الفقراء حول العالم.
ويفضل البشر التبرع لإغاثة ضحية محددة الهوية أكثر من التبرع لمنظمات تنشر إحصائيات عن الفقر، وتؤثر الأحداث الكبرى كالزلازل والحروب في عقولهم أكثر من مشاعرهم، والأخبار السيئة لا تغير شيئًا ملحوظًا في روتينهم اليومي، وإذا حدث وتبرعوا من أجل تخفيف أزمة طارئة، تصبح التبرعات بلا جدوى عند اعتقاد البعض أن نسبة الفقراء المرتفعة لا يمكن أن يغطيها أي قدر من الأموال.
ويخشى البشر تحمل المسؤولية وحدهم، ويقل استعدادهم لمساعدة الآخرين عندما يكونون الطرف الوحيد في المعركة بينما يقف من حولهم متفرجين، كما أن وفرة المال عززت النزعة الفردية للأفراد، وساعدتهم على الاستقلال عن العائلة، وأبعدتهم عن مشكلات المجتمع، وعلى الرغم من ذلك ليس جميع البشر أنانيين، فهناك من يتبرعون بالدم دون انتظار مقابل، أو يعطون المال لأشخاص لن يروهم مجددًا، أو يضحون بأرواحهم من أجل إنقاذ الغرباء.
ومن المهم عدم استبعاد التحديات الملازمة لأوقات الأزمات الاقتصادية، ومراعاة حاجة الناس إلى تأمين مستقبلهم، ولكن في أسوأ الأوقات تظل حياة الأغنياء ومتوسطي الدخل أفضل من حياة الفقراء، ومع ذلك يخشى البعض التبرع للجمعيات المتخصصة لمساعدة الفقراء، لاعتقادهم أن أموالهم لن تُنفق بحكمة، ولعدم توافر معلومات كافية عنهم، ومع وجود مئات المنظمات الخيرية وانتشار الجمعيات المحتالة يصبح من المحير اختيار الجمعية المناسبة لتلقي التبرعات.
الفكرة من كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
حول العالم يعيش مليارات البشر تحت خط الفقر، ويكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية كالصحة والتعليم والمأكل والمشرب وخلافه، وعلى الرغم من آلاف الجهود المحلية والدولية لإنقاذهم، فإنهم ما زالوا معرضين لخطر العيش في فقر مدقع حيث الجهل والبطالة والتفكك الأسري، والعصر الحالي مشكوك في جدارته الأخلاقية، إذ سيطر المال على كل شيء
ووُجه ناحية الاستعراض والفنون دون الاهتمام بحياة ملايين الفقراء، ويتناول الكتاب طرائق مواجهة الفقر وتحقيق تنمية مستدامة، ويوضح الجهود الممكن بذلها لتخفيف عبْء الديون التي تثقل كاهل الدول الفقيرة والنامية، ويشجع البشر على أن يكونوا كائنات آدمية أكثر خيرية، ويشاركوا في صنع عالم أفضل.
مؤلف كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
بيتر سينجر: ولد في أستراليا عام 1946م، ودرس في جامعتي ملبورن وأكسفورد، وعمل أستاذًا للأخلاق البيولوجية في جامعة برنستون، وله عديد من المؤلفات من أشهرها:
Animal Liberation
Practical Ethics
Pushing time away
معلومات عن المترجم:
د. سعيد توفيق: ولد في القاهرة عام 1957م، وعمل أستاذًا لعلم الجمال والفلسفة المعاصرة بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الفلسفة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وترجم عديدًا من الكتب، منها:
السعادة: موجز تاريخي.
شوبنهاور: مقدمة موجزة.
تجلي الجميل.