أسباب تشكل الأزمة
أسباب تشكل الأزمة
لقد تبوأت الولايات المتحدة مركزًا مختلفًا، فتحولت من أكبر مدين في العالم إلى أكبر دائن، وحلت نيويورك محل لندن باعتبارها المقرض الرئيسي في شبكة الائتمان العالمية، حيث اعتمد النظام العالمي الجديد على استمرار الإقراض الأمريكي لتمويل سداد الديون، وتغطية العجز المالي السائد الذي خلفته الحرب العالمية الأولى، إلا أنها سرعان ما دخلت في نوبة من الركود عام 1921، ولكنها تعافت سريعًا منه ونمى اقتصادها بمعدل سنوي كبير، وأنتج الأمريكيون الكثير من البضائع بكفاءة عالية، فزادت دخولهم، مما كان سببًا في تفاؤل الكثير من الأمريكيين بدخول عهد جديد من الرخاء.
من ناحية أخرى نستطيع أن نتلمس بداية تشكل أسباب أزمة الكساد الكبير، فبالرغم من أن المال المقترض المتاح في عشرينيات القرن الماضي كان يأتي بتكلفة باهظة لارتفاع أسعار الفائدة، فإنه لم يكن بمقدور مؤسسات الائتمان توفير المال إلى الأبد، لذا كان لزامًا على المشترين توخي الحذر قبل أن يسقطوا في دوامة الديون الطويلة الأجل، لكن شغف الأمريكيين بأشكال الإغراء التي استخدمها رجال الدعاية والإعلان، جعلهم يقتربون أكثر من نهاية حسن طالعهم.
فعدد كبير جدًّا من الناس اقترض مبالغ ضخمة أكثر من اللازم لينفقها على أغراض غير مثمرة، وأصبحت سوق الأسهم نوعًا من أنواع التسلية، مما دق ناقوس الخطر بأنه قد حان وقت القفز من السفينة قبل فوات الأوان.
الفكرة من كتاب الكساد الكبير والصفقة الجديدة
لم تكن الصفقة الجديدة هي التي أنهت الكساد الكبير، بل المصانع التي أنتجت أسلحة الحرب العالمية الثانية هي التي أنهته.
يستعرض الكتاب أحد أهم الأحداث الاقتصادية عبر التاريخ، ألا وهو أزمة الكساد الكبير، وكيفية تعامل الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس فرانكلين روزفلت معها عن طريق حزمة من السياسات عرفت باسم الصفقة الجديدة، كما يلقي الضوء أيضًا على تلك الفترة العصيبة التي كانت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما نتج عنها من تشكُّل النواة الأولى لمشروع تسلم الولايات المتحدة الأمريكية عرش الاقتصاد العالمي.
مؤلف كتاب الكساد الكبير والصفقة الجديدة
إريك راشواي: كاتب، وأستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا في ديفيس.
كتب العديد من المقالات في مجلة “ذي أمريكان بروسبيكت” وجريدة “ذا فاينانشال تايمز”، وصدر له الكثير من المؤلَّفات منها:
أمة مبارَكة بين الأمم: كيف صنع العالم أمريكا.
الكساد الكبير والصفقة الجديدة.
اغتيال ماكينلي: صناعة أمريكا ثيودور روزفلت.