أسباب الفُصام
أسباب الفُصام
لا شك أن المشكلات النفسية مشكلاتٌ معقدةٌ ذات أبعادٍ كثيرةٍ، ومن ثم لا يمكن إرجاعها إلى سببٍ واحد أو وضعها في معادلةٍ بسيطة، ولكن مع ذلك توجد مجموعة من الأسباب عادة عندما تجتمع وتنشأ عنها الإصابة بالمرض النفسي، وتختلف هذه الأسباب في مدى تأثيرها في الإصابة بالمرض.
وأول الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالفُصام هي الأسباب البيولوجية، إذ أثبتت الدراسات إمكان انتقال قابلية الإصابة بمرض الفُصام من أحد الأبوين إلى الأبناء عن طريق الجينات الوراثية، ولا تكفي هذه التهيئة الوراثية وحدها كي يصاب الشخص بمرض الفُصام، بل لا بد من اجتماع العوامل الأخرى معها.
أمّا ثاني الأسباب التي لها دورٌ في الإصابة بالفُصام فهي الأسباب النفسية، وقد ترجع هذه الأسباب إلى الظروف التي أحاطت بالشخص المصاب في أثناء الطفولة أو المراهقة، فالنشأة في بيئة غير ملائمةٍ أو لأمٍّ مصابةٍ بالفُصام من أهم الأسباب المساعدة على الإصابة بالفُصام، وكذلك فإن غلبة سمات الشخصية الانطوائية التي تميل إلى الانعزال عن الآخرين والاتصاف بالحساسية المفرطة وهدوء الطبع، والشخصية العاطفية التي تتسم بكثرة التقلبات المزاجية والقلق الدائم، مما يجعل الشخص أكثر قابلية للإصابة بالفُصام. وتبدأ الأعراض الإكلينيكية لمرض الفُصام في الظهور عندما تبلغ الأسباب النفسية حدًّا يوصل الشخص إلى اليأس من الحياة والشعور الدائم بعدم الأمان والتدني الزائد في تقدير الذات، إذ يبدأ في إحالة هذه التقلبات الداخلية إلى أشياء محددةٍ في الخارج يعتقد المريض أنها تلاحقه.
كذلك توجد مجموعة من الأسباب الاجتماعية والثقافية التي يمكن أن تساعد على الإصابة بمرض الفُصام، فمعدلات الإصابة بمرض الفُصام تزداد في المراكز الصناعية والمدن الكبيرة وفي البيئات التي تعاني الفقر والحرمان، وبشكلٍ عام، كل ما يمكنه أن يزيد من المعاناة الإنسانية يمكن أن يكون أحد العوامل المساعدة على الإصابة بمرض الفُصام.
الفكرة من كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
يمثلُ الفُصامُ أحد الأمراض النفسية الهامة بسبب تداخل أعراضه، وما ينشأ عنه من تغيرٍ عميقٍ في نمط تفكير الشخص المصاب ومشاعره وسلوكه، وهو ما يجعل مريض الفُصام شخصيةً تستعصي على فَهم الكثيرين، وعلى الرغم من أن الهدف الرئيس من الكتاب هو زيادة الوعي لدى الأشخاص بطبيعة مرض الفُصام، إذ تمثل زيادة الوعي بطبيعة المرض أحد أهم السبل لمساعدة الشخص المصاب من قِبَل المحيطين به، فهو أيضًا يُقدم إلينا فرصةً للتعمق داخل النفس البشرية، إذ تساعدنا دراسة المرض النفسي على معرفة خبايا النفس البشرية بمثل المساعدة التي تقدمها إلينا دراسة النفس البشرية السوية.
يقدم إلينا هذا الكتاب بشكل موجز المعلومات الرئيسة التي تتعلق بمرض الفُصام، كطبيعة المرض وأهم الأعراض التي يعانيها الشخص المصاب، كما يحتوي على أهم سبل مساعدة الشخص المصاب بالفُصام وسبل الوقاية من الإصابة بالمرض.
مؤلف كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
سيلفانو أريتي: طبيب ومحلل نفسي مرموق، عمل أستاذًا للطب النفسي الإكلينيكي بكلية الطب بنيويورك، كما عمل رئيس تحرير لموسوعة الطب النفسي الأمريكية، له عديد من الدراسات التي تتعلق بمرض الفُصام كما حصل على عديد من الجوائز العلمية نتيجة لإسهاماته المتميزة في فهم المرض وطرائق علاجه.
من مؤلفاته الأخرى:
Creativity: The Magic Synthesis.
The Parnas: A Scene from the Holocaust.
معلومات عن المترجم:
د. عاطف أحمد: طبيب نفسي وكاتب ومترجم، ترجم عديدًا من الكتب الأخرى من أبرزها كتاب “المخ البشري: مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك”، له عدة مؤلفات من أبرزها كتابه “نقد العقل الوضعي”.