أسباب العجز

هناك أسباب عديدة لعجز الثقات، منها ما هو ذاتي في الشخص نفسه، ومنها ما هو خارجي عنه، وينقسم الخارجي إلى قسمين: أولهما أسباب لا يملك المرء تجاهها شيئًا، ويرفع الله الحرج عن عبده فيها، فيصبر الإنسان على تلك المصائب كما صبر الصحابة في مكة تجاه الفقر والظلم، والآخر: أشياء يستطيع الإنسان التعامل معها، مثل وجوده مع زوجة متسلِّطة، أو خارجة عن حدود الله تعالى فيضبطها أو يفارقها، أو ميل المرء إلى إحدى الشهوات المحرمة يستطيع إمساكها بالصبر والتقوى، أما الأسباب الذاتية فهي التي تتعب صاحبها؛ حيث يصبح من الضروري تجاوزها ليقضي المرء على أسباب عجزه، ويكمن تجاوزها في إصلاح طويل وتهذيب مستمر لأمراض عسيرة، لكن اللجوء إلى الله تعالى ودعاءه مع الأخذ بالأسباب كفيل بالتخفيف عن آثار تلك الأمراض.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومن الأسباب الذاتية للعجز التواضع الكاذب؛ ويقصد به ذلك الانكسار الدائم في شخصية المرء؛ فهو يعتذر دائمًا بأنه شخص ضعيف وغير مسؤول، وأن الآخرين خُدعوا به حيث ظنُّوا به خيرًا، ولا يرى قدراته ومواهبه، والخطر هنا في نهاية صاحب هذا الخلق إلى العجز الكلي، ويأتي رهف المشاعر من الأسباب الذاتية للعجز؛ فالشخصية التي تطغى عليها عواطفها تفسد سريعًا، ويصبح الحديث مع غيرها صعبًا؛ إذ يحمل صاحب هذا الخلق الكلام على محامل كثيرة لم تخطر ببال المتكلم أصلًا، فلا يستطيع لقاء الناس ولا الناس ترغب في لقائه، فينتهي به الأمر إلى العزلة والعجز التام؛ وعلاج هذا المرض صعب جدًّا، ما لم يصاحبه توفيق الله تعالى والتردُّد على طبيب بارع في معالجة علل النفوس.

والكسل أيضًا مؤدٍّ إلى العجز، حيث يمنع المرء من الخروج من المنزل لغرض الإصلاح والدعوة، بل قد يمنعه من الحركة إلى المساجد وطلب العلم، والحركة لتربية الأولاد، واليأس أيضًا يكسب صاحبه العجز الشديد لأنه يكون قد سجن نفسه بتصوُّره ألا فائدة من الإصلاح ولا رجاء في الخلق، ولا خير عند الناس، وأيضًا صفات الخوف والغموض والتردُّد من مسبِّبات العجز، وعلى المرء أن يُسارع في علاجها.

يعيش عموم المسلمين اليوم حالة من ضعف الهمة والكسل والعجز من القيام بما هو مطلوب منهم في هذه الحياة الدنيا، فيمضي بهم العمر دون أثرٍ يُذكر أو عملٍ يُشكر، فما أسباب العجز وأنواعه، ونتائجه، وكيف السبيل إلى التخلص منه؟ هذا ما يجيب عنه هذا الكتاب.

محمد موسى الشريف: من مواليد جدة بالسعودية عام 1318 هجريًّا، يعدُّ من القلائل في العالم العربي الذين جمعوا بين فنون عدة، حصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وهو عضو لجنة الدعوة والقرآن الكريم بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية سابقًا، ويعمل حاليًّا قائد طائرة في الخطوط الجوية السعودية، ومقدم برامج في التلفزيون السعودي، وله العديد من المؤلفات، منها:

الثبات.

مذكِّرات طيار.

الثقافة الآمنة.

الهمَّة طريق إلى القمة.