أساليب القراءة السريعة ومفاهيم خاطئة
أساليب القراءة السريعة ومفاهيم خاطئة
يحدثنا الكاتب عن النكوص والارتداد خلال القراءة، فالارتداد يؤدي إلى بطء القراءة ونقص الفهم وإرهاق العين، والارتداد هو الرجوع إلى قراءة كلمة أو كلمات سبقت قراءتها، وهو نوعان: طوعي، وغير طوعي، أما الطوعي فيكون للتأكد من فهم الكلام الصعب، لذا ينبغي ألا يكون لغير ذلك، أما غير الطوعي فهو نتيجة عادة ويصعب التخلص منه.
لكن يمكن تقليل الارتداد بتدريبات معينة، وذلك عن طريق اختيار نص معين وليكن نصف صفحة ومحاولة مقاومة الرغبة في الارتداد، وعند النجاح قم بزيادة الكم، وفي كل مرة ستجد نفسك تتذكَّر وتفهم ما قرأت دون الحاجة إلى الارتداد، وهذا ينقلنا إلى الأسلوب الثاني، فهما نوعًا ما مرتبطان، ألا وهو قراءة مقاطع، فلا تحاول أن تقرأ كلمةً كلمة بل مقطعًا مقطعًا، وكلما كبر هذا المقطع زادت سرعة القراءة لديك.
ولا تظن أنَّ القراءة السريعة تقلِّل الفهم، فهذا من المفاهيم الخاطئة السائدة، وهو غير صحيح، إذ يمكن تحسين السرعة مع الفهم والاستيعاب، صحيح أن الأمر قد يكون صعبًا أو مستصعبًا في البداية، وهكذا كل الأمور في بدايتها، لكن بالمران يكون الاكتساب والتعود، وقد يقل الفهم في البداية لكنه سرعان ما يعود إلى ما كان، بل ويتحسَّن بتحسُّن القراءة.
وكذلك من المفاهيم الخاطئة أن سرعة القراءة تقلِّل من التركيز، بل لو نظرنا لوجدنا أن البطء في القراءة هو الذي يفعل ذلك، إذ يجعلك تسرح بخيالك وتنصرف بذهنك عمَّا تقرأ، بينما القراءة السريعة تجعل ذهنك حاضرًا فيما تقرأ ولا تدع المجال لتشتُّت أو انصراف ذهنك عمَّا تقرأ، فبتصحيح هذه المفاهيم واتباع هذه الأساليب المذكورة ستتحسَّن قراءتك.
الفكرة من كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
أصبح العزوف عن القراءة سمة ظاهرة، ومتفشية بين أفراد أمتنا على اختلاف أعمارهم، وهو الأمر الذي استدعى من الكاتب -وغيره من الكتاب والمفكرين- الوقوف والتفكير في حل يعيد جذب المسلمين عامةً والشباب خاصةً إلى القراءة؛ فكان هذا الكتاب من أولى المبادرات التي تفعل ذلك، ثم توالى من بعده كثير من المشاريع والمبادرات التي تشجع على القراءة مثل “أصبوحة”، ومبادرة “أمة اقرأ تقرأ” وهي على اختلاف أزمنتها ومشاربها فإنَّ هدفًا واحدًا قد جمعها، وهو إحياء القراءة فينا وإعادة العهد بيننا وبين الكتاب.
مؤلف كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
محمد موسى الشريف: كاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، وداعية إسلامي سعودي، وإمام وأستاذ جامعي ومتخصص في علم القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، إضافة إلى كونه طيارًا مدنيًّا، فقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381هـ/1961م، وأسرته من المدينة المنورة، ويتصل نسبهم بآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم).
له العديد من المؤلفات في مجالات مختلفة، فمن كتبه التي تختص بالمرأة: “المرأة الداعية” و”المرأة شؤون وشجون”، و”مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين”، و”حياء النساء عصمة وأنوثة وزينة”، ومن مجموعة كتبه الدعوية: “الثبات” و”عجز الثقات” و”أثر المرء في دنياه” و”الهمة طريق إلى القمة” و”نَحْوُ الدعاة”.