أساليب التعليم لإصلاح حال النساء
أساليب التعليم لإصلاح حال النساء
أقرَّت مجتمعات كثيرة بأن أساليبهم في تعليم المرأة بلا نفع، لذا وجب إعادة التفكير في ماهية نشأة جيل من النساء صالح مسلم، فقد مرَّت المرأة بأهمية الاهتمام بنفسها وزينتها اليوم من حدِّ التفريط إلى الإفراط وكذلك التعلم، فلم تكن المدرسة حاضنة ومرآة عاكسة للمرأة عن فطرتها ومهمتها، بل كانت مختلطة والعلوم أقرب إلى الرجولية فتظل المرأة من صغرها تتعلم على يد رجال، وكذلك المواد فتخرج بمفاهيم وتعليم مشوَّه تريد أن تُزاحِم الرجل في عمله حتى أصبحت المرأة المدنية الحديثة مُفرطة ومبالغة أيضًا في كثير من أساسيات الحياة، فلم تكن العلوم مُهذِّبة للفتاة، بل مُشوِّهة لها، كما قال الفيلسوف العمراني الشهير جول سيمون: “كان الناس في عام 1848 يشكون من عدم الاعتناء بتهذيب النساء وتربيتهن، ولكنهم بالعكس يشكون اليوم من أن التهذيب قد بلغ حدَّ الإفراط، نعم لا نشكُّ في أننا خرجنا من تفريط إلى إفراط هائل”، وقال أيضًا: “كنا نشكو من التفريط في التعليم، فصرنا نشكو من الإفراط فيه”، فقد زادت الأمراض المجتمعية حول المرأة وتكلفتها بمهام رجالية شاقة عليها جسديًّا ونفسيًّا، فانشغال المرأة بهزيمة ومنافسة الرجل وما تأخذ منه إلا فتات ما يتركه من أعمال في النهاية أيضًا ليس عزَّةً لها ولا يدل على تقدُّم حضاري للمجتمع، بل انحدار أخلاقي متشبِّهة فيه بنساء الغرب التي أصبحت نساؤهن يعانين أكثر بحقوق مُهدرة، وأصبحت المرأة مستغلَّة في كل سوق عمل بأجر زهيد وعُرضة للعمل بأعمال ذات انحرافات أخلاقية كالبغاء أو تعرُّض جسدها لأجل المال مثل الغناء وعارضات الأزياء والممثلات مع احتكارهن من قِبل شركات واستغلالهن لزيادة الأرباح وتركهن بعد أن يفقدن جاذبية جمالهن واستبدالهن بغيرهن، وهكذا.
الفكرة من كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
من مساوئ المدنية الحديثة أنها جعلت العمران هو مركز دوران الأمم حولها ومقياس التقدم الحضاري والثقافي حتى اختزلت الدور التأثيري للفرد في المجتمع، مما حوَّل أفراد المجتمع من إنسان منتج مفكر ومتأمل إلى كائن أشبه بالآلة يتعلم ويُعلم ليصل إلى التقدم الحداثي، ومن عيوب هذا التقدم أنه جعل كمالات تقدُّمه في المظاهر الخارجية مع هدم البناء الأساسي للمجتمع وأولى سلبياته كانت على المرأة، فقد استهدفها في فطرتها ووظيفتها الطبيعية وحوَّلها إلى كائن هشٍّ مادي مشوَّه في أفكاره وفطرته.
مؤلف كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
محمد فريد وجدي: هو عالمٌ موسوعي، وباحث فلسفي، ومفكر وأديب، وأحد أعلام الفكر العربي في القرن العشرين، وُلِد بالإسكندرية عام ١٨٧٥م لأسرةٍ ذات أصولٍ تركية، أكمل دراسته في المدرسة التوفيقية، وتركها والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق، ولكنه سرعان ما هجرها هي الأخرى لأنها لم تُرضِ طموحه الوثَّاب نحو علياء العلم، وقد خاض غمار المُعْتَرَكِ الصحفى؛ فكتب في الأهرام، واللواء، والمؤيد، العديد من المقالات الأدبية والبحوث العلمية، ما دفعه إلى إصدار مجلة علمية أسماها “الحياة”، كما أصدر مجلة “الدستور” التى تنوَّعت صفحاتها بين الأدب والفكر والاجتماع، كما تناولت بحوثًا تختصُّ بالفكر الإسلامي، كما أشرف على تحرير مجلة الأزهر لعدة سنوات، وأصدر كتاب “المرأة المسلمة” ردًّا على أفكار قاسم أمين التي خالفت في بعضها الإسلام، وله مؤلفات عديدة منها: “المدينة والإسلام”، و”من معالم الإسلام”، و”الوجديات”، و”في معترك الفلسفيين”.