أساطير في علم الفلك
أساطير في علم الفلك
ومنها نجوم السماء؛ إذ أحب الإله جوبيتر فتاة جميلة اسمها كاليستو، وأنجبا أركاس، فامتلأت جونو زوجة جوبيتر بالغيرة والغضب وحوَّلت كاليستو إلى دب، فأصبحت تجول غابة أركاديا لا تدري أين تتوجَّه، وكانت خائفة من الدببة الأخرى وتهرب من الصيادين، وفي يوم ما رأت ابنها أركاس وقد صار شابًّا، فتقدمت نحوه بحب وشوق، وحاولت احتضانه، فأصابته الدهشة والخوف، وظلت تلاحقه أمه التي كانت في صورة دب، فكاد أن يقتلها ابنها برمحه، إلا إن الإله جوبيتر رآهما من السماء وأمسك بالرمح، وأخذهما من الأرض، ووضعهما كنجوم في السماء، ويُطلق عليهما الدب الأكبر والدب الأصغر.
ومنها أسطورة فصل الصيف؛ إذ وقعت فينوس آلهة الجمال التي تفوَّقت في جمالها على الآلهة والبشر في حب شاب شديد الجمال، اسمه أدونيس، وأكثر ما كان يحبه هو الصيد، فأهملت زينتها وجمالها وكل ما كان يشعرها بالسعادة، وأصبح كل ما يهمها مرافقة أدونيس في الصيد، ورافقته في كل مغامراته وكانا يتجولان يوميًّا في الغابات، وتعلَّمت مطاردة الغزلان وقتلها، وكانت تحذِّره من التهور وتخاف أن يهاجمه وحش ما، ولكنه لم يكن يستمع إلى نصائحها، وكان دائمًا ما يسبق في المطاردة وقتل أي حيوان، وفي يوم ما طارت فينوس إلى أوليمبوس ولم ترافقه في الصيد، وكان التحذير آخر ما تكلَّمت به معه، وفي ذلك اليوم هاجم أدونيس خنزيرًا متوحشًا برمح، ولكنه لم يدخل بعمق في جسمه، فهجم الخنزير عليه وأدخل أنيابه في جسده فمات، وخرج الأقحوان من دمه، حزنت فينوس وبكت كثيرًا على فراقه، فأشفق عليها أبوها الإله جوبيتر وسمح لأدونيس أن يصعد من العالم السفلي كل عام ويعيش كزوج مع فينوس ستة أشهر، وارتبط ذلك بالصيف.
الفكرة من كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
لاحظ القدماء ما حولهم من ظواهر طبيعية وإنسانية، واعتبروها ألغازًا حاولوا حلها ونسجوا حولها القصص والخرافات وتناقلوها من جيل إلى جيل، منها ما تعلَّق ببداية الوجود ومنها ما تعلَّق بمظاهر الفلك وبالحيوانات والنباتات، ومنها ما تعلَّق بالحب والأخلاق.
مؤلف كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
أمين سلامة: مترجم وكاتب مصري، ولد في السودان لأسرة مُحبَّة للعلم، حصل على ليسانس الآداب في تخصُّص الدراسات القديمة من جامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية، شغل العديد من الأعمال ومنها أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، وأمينًا بقسم الجغرافيا بنفس الجامعة، وانتدب فيها لتدريس اللغة اللاتينية، كما عمل بالتدريس في جامعات أمريكا وكندا، وفي الجامعة الأمريكية في مصر.
اهتم بدراسة التاريخ اليوناني والروماني اهتمامًا شديدًا، وداوم على السفر إلى اليونان سنويًّا لزيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات النادرة، برع في الترجمة، وترك للمكتبة العربية كثيرًا من أعماله والأعمال المترجمة التي كان ينقلها من لغتها الأصلية، إذ يزيد عددها على مئة وخمسين كتابًا.
من مؤلفاته: “حياتي في رحلاتي”، و”المرأة في مرآتي”، و”شباب إلى الأبد”.
من أعماله المترجمة: “الإلياذة”، و”الأوديسة”، و”فن الحب” لأوفيد.