أساطير تدعو إلى الفضائل
أساطير تدعو إلى الفضائل
ومنها: إكرام الضيف؛ إذ تحكي أسطورة أن جوبيتر نزل إلى الأرض بصورة بشر واختلط بهم بهدف معرفة إكرامهم للضيف وإعطاء المسافر حقه من عدمه، لأنه كان إله إكرام الضيف، وكان يعاقب من يسيء معاملة الغرباء، فظهر في صورة مسافر فقير، وصاحبه ابنه ميركوري، فذهبا إلى بلدة فروجيا، وطلبا من كل بيت السكن ليلة واحدة، فقام أهلها بطردهما ووجَّهوا إليهما الشتائم وقذفهما الأطفال بالحجارة، وعندما كاد يعتريهما اليأس ويغادران، لاحظا كوخًا مرتفعًا عن القرية لزوجين عجوزين، وعندما طرقا بابه، أسرع الزوجان بفتح الباب والترحيب بهما ووافقا على إيوائهما، وقدَّما لهما الطعام وأشعلا النار للتدفئة، ولما مدَّ جوبيتر وابنه أيديهما للطعام زاد وخرجت منه رائحة طيبة، وأظهر حقيقتهما كآلهة، وأخذاهما إلى قمة جبل ليريا العقاب الذي حلَّ بأهل الأرض حيث أصبحت بحيرة، وأقيم معبد بجانبهما، وأوكل إليهما العناية به، وبعد سنوات مات الزوجان معًا، وحوَّلهما جوبيتر إلى شجرة بلوط وشجرة زيزفون، وكان الفلاحون يعبدونهما دلالة على واجب إكرام الضيف.
ومنها الوفاء؛ إذ يُحكى أنه كان هناك صديقان مقربان هما دامون وبوثياس عُرفا بالحكمة والأخلاق الحسنة، كانا يعيشان في مدينة سيراكوز، وكان حاكمها مستبدًّا ظالمًا اسمه ديونيسيوس، وفي يومٍ ما تسبَّب بوثياس في غضبه فحكم عليه بالإعدام، فقبل بحكمه وطلب منه أن يُمهله حتى يذهب إلى بلدته، فوافق الحاكم على طلبه بشرط أن يضمنه شخص، وأنه سيُقتَل إذا لم يرجع في الوقت المحدَّد، فتطوَّع صديقه دامون بضمانه، فذهب بوثياس إلى بلدته وأنهى أموره ووزَّع على أقاربه ما يملكه، وفي عودته إلى سيراكوز واجه صعوبات تسبَّبت في تأخُّره، حيث تأخَّر في أثناء عبوره النهر الذي فاض ماؤه، ثم جاءت عاصفة فسار بمشقَّة حتى وصل في اللحظة الأخيرة، ليجد السيَّاف رافعًا سيفه ليقطع رأس صديقه، فأسرع بوثياس بين الأشخاص المتجمِّعين، وأعلن وصوله وطلب بصوت مرتفع أن يوقف السيف، وركع أمام السيَّاف لينفِّذ حكمه، فتفاجأ الحاكم بشجاعتهما ووفائهما، فعفا عنه، وطلب أن يكونا صديقيه.
الفكرة من كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
لاحظ القدماء ما حولهم من ظواهر طبيعية وإنسانية، واعتبروها ألغازًا حاولوا حلها ونسجوا حولها القصص والخرافات وتناقلوها من جيل إلى جيل، منها ما تعلَّق ببداية الوجود ومنها ما تعلَّق بمظاهر الفلك وبالحيوانات والنباتات، ومنها ما تعلَّق بالحب والأخلاق.
مؤلف كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
أمين سلامة: مترجم وكاتب مصري، ولد في السودان لأسرة مُحبَّة للعلم، حصل على ليسانس الآداب في تخصُّص الدراسات القديمة من جامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية، شغل العديد من الأعمال ومنها أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، وأمينًا بقسم الجغرافيا بنفس الجامعة، وانتدب فيها لتدريس اللغة اللاتينية، كما عمل بالتدريس في جامعات أمريكا وكندا، وفي الجامعة الأمريكية في مصر.
اهتم بدراسة التاريخ اليوناني والروماني اهتمامًا شديدًا، وداوم على السفر إلى اليونان سنويًّا لزيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات النادرة، برع في الترجمة، وترك للمكتبة العربية كثيرًا من أعماله والأعمال المترجمة التي كان ينقلها من لغتها الأصلية، إذ يزيد عددها على مئة وخمسين كتابًا.
من مؤلفاته: “حياتي في رحلاتي”، و”المرأة في مرآتي”، و”شباب إلى الأبد”.
من أعماله المترجمة: “الإلياذة”، و”الأوديسة”، و”فن الحب” لأوفيد.