أزمة الثقة

أزمة الثقة
تعاني طالبة الطب «لورين» من الرهاب الاجتماعي وانخفاض تقدير الذات، وتكون أكثر ارتياحًا وهي بصحبة الكتب الدراسية وأنابيب المختبر، وبعدما عزلت لورين نفسها لسنوات طويلة عن الآخرين أصبحت أقل ثقة في جدارتها بإعجاب الآخرين وتقديرهم، وكانت جلستها الأولى مع الطبيب تحديًا من جانبه لأفكارها الخاطئة عن ذاتها وقيمتها، وبعد أشهر من العلاج النفسي تحسنت حالة لورين كثيرا وقبلت اقتراح أصدقائها بالتعرف إلى رجل من أجل ارتباط عاطفي كانت تخشاه طوال الوقت.

بدأت لورين بالتعرف إلى رجل وسارت الأمور على ما يرام لأيام، حتى هاتفت طبيبها مرة معتذرة عن جلستهما القادمة لأنها ليست بخير، وكان سبب انتكاسها أن الرجل الذي تعرفت إليه أخبرها أنه لم يعد يرغب في الاستمرار بعلاقتهما مباشرة بعد اللقاء الأول، وما شعرت به لورين آنذاك كان مزيجًا من الانكسار والإذلال، وما آلمها أكثر أنها اتبعت نصيحة أصدقائها وطبيبها بأن تحافظ على مستوى تطلعاتها منخفضًا حتى لا تشعر بالإحباط في حال فشلت التجربة، ومع ذلك كانت تشعر بكل آلام انكسار القلب، فماذا حدث إذًا؟ لقد التزمت لورين حقيقة بالنصيحة ولكن هذا الالتزام كان قبل الذهاب إلى الموعد، ولكن سرعان ما ارتفع سقف آمالها بمجرد أن سار اللقاء الأول على ما يرام، فجاءت صدمتها بهذه القسوة.
لقد أصيبت لورين أيضًا بمتلازمة اضطراب الفقد أو الحزن الشديد التي ذكرناها سابقًا، فتجددت هواجسها القديمة بشأن قيمتها وما إن كانت تستحق الإعجاب أو الحب، ولكي تتعافى لورين من أزمتها النفسية وانكسار قلبها كان عليها أن تكوّن عادة صحية جديدة هي «العطف على الذات»، لتحد من تقييمها السلبي لنفسها وتبدأ بدلًا من ذلك في تفهم أخطائها وتقصيرها والصبر عليها، فعندما ينكسر القلب ينخفض بالتبعية مستوى تقديرنا لذواتنا، ونكون في حاجة إلى التركيز على أفضل ما نملك ونتجاهل الصوت الذي يسلط الضوء على نقائصنا ويخيفنا من التعرض للرفض في المستقبل، كما طلب منها الطبيب أن تتخيل نفسها توجه النقد الذاتي القاسي الذي تمارسه بحق نفسها إلى صديق عزيز يحتاج إلى التعاطف، وبالتأكيد أدركت أن هذا آخر ما تود فعله، ولم يمر وقت طويل حتى أصبحت لورين جاهزة لتقديم صورة إيجابية عن ذاتها بثقة وارتياح تامَّيْن.
الفكرة من كتاب كيف تصلح قلبًا مكسورًا
عادة ما يُتعامل باستهانة مع حالات انكسار القلب، بخلاف ردود الأفعال على حالات الألم الجسدي الظاهر، وبإدراكنا لذلك سنرفق بقلوبنا أكثر لأننا أفضل من يعلم شدة هذا الألم غير المرئي. في هذا الكتاب سنتعلم كيف نصلح قلبًا مكسورًا، من خلال قصص مجموعة من المتعافين من حالات انكسار القلب، بعضها نتج عن خسارة الأحباء وبعضها الآخر سببه فقد الحيوان الأليف الذي كان بمنزلة أفضل صديق، وأحيانًا كان انكسار القلب نتيجة فقد الثقة بالنفس، وفي قصصهم ستتكشف لنا المشكلات التي قد تتشابه مع قصة أحدنا وسنتعرف الأخطاء التي وقعوا بها وكيف وجدوا الطريق الصحيح لالتئام قلوبهم.
مؤلف كتاب كيف تصلح قلبًا مكسورًا
غاي وينش: طبيب نفسي وكاتب أمريكي، حصل على درجة الدكتوراه في تخصص علم النفس الإكلينيكي من جامعة نيويورك، وأكمل زمالة ما بعد الدكتوراه في تخصص العلاج الأسري والزواجي، وهو متحدث بارز في منصة TED، إذ حصد خطابه الشهير بعنوان: “We All Need to Practice Emotional First Aid” ملايين المشاهدات، وتُرجِمت كتبه إلى 23 لغة، ومن مؤلفاته المنشورة:
الإسعافات الأولية العاطفية: استراتيجيات عملية لمعالجة الفشل والرفض والشعور بالذنب وغيرها من الجروح النفسية اليومية.
The Squeaky Wheel: Complaining the Right Way to Get Results, Improve Your Relationships, and Enhance Self-Esteem
الانتهاكات الخلاقة: كيف تستعيد وهج النشاط والمتعة في حياتك الشخصية والعملية.
نجاحك في صباحك.