أزمات الديمقراطية
أزمات الديمقراطية
لا شك أن الديمقراطية قامت كفكرة وكهدف على نموذج رائع لتدعيم الشعب وحريته، لكن عندما ظهرت النتائج تم تكوين صورة حقيقية عن مدى نجاحها من عدمه وأظهر العديد من الأزمات والمشكلات التي عادت بالسلب على الشعوب.
إن الديمقراطية هي المحرك الأول لحالة اللاسلام بين الدول، إذ يتم استخدامها دائمًا كغطاء للتدخُّلات العسكرية لأغراض مختلفة سواء اقتصادية أم سياسية، ومُعظم المنح والإعانات تذهب إلى التنظيمات الخاصة الموالية للحكومة، وهذا يكون إما نتيجة ضغط من هذه المنظمات وإما مكافأة من الحكومة لهم على الوقوف معهم في أثناء الانتخابات فتكون تلك الإعانات ثمرة التأييد وشحن الناس للتصويت لهم.
ومن أكثر العيوب انتشارًا هي ثقافة اللامسؤولية الفردية والاعتماد على الحكومة في شتى تفاصيل الحياة؛ فأصبحت وسيلة مواجهة أي مشكلة هي تقديم طلب ورفعه إلى الحكومة لحل الأزمة، فمثلًا إذا كان الشباب بلا وظائف فإنهم ينتظرون الحكومة لخلق فرص عمل، إذا سقطت طائرة أو اصطدم قطاران فينتظرون من الحكومة ملاحقة المتسبِّبين وصرف إعانات شهرية للمصابين وأسَر الضحايا وتأكيد عدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى، فهي أزمة ضخمة بالفعل ويجب أن تعتمد اعتمادًا كليًّا على الدولة.
أما عن السياسيين فهم لا يواجهون الناس بالحقائق ومدى قدراتهم وإمكانياتهم على تلبية كل هذه المطالب المتزايدة من الناس، فدائمًا يفعلون ما تُمليه البيروقراطية عليهم مثل إنشاء قواعد وأنظمة ووضع خطط ولجان للإشراف على تطبيق القواعد والقوانين وتحديد ميزانية جديدة باعتبار أن المال هو الحلُّ لكل المشكلات وهو ليس كذلك.
الفكرة من كتاب ما وراء الديمقراطية
هل تعني الديمقراطية حكم الشعب لنفسه، أم أنها وسيلة لتحجيم آرائه وتمكين الحكام من سلطانهم ونفوذهم أضعافًا مُضاعفة؟!
يدور الحديث في هذا الكتاب عن الديمقراطية وأضرارها التي تُلاحق الشعوب يومًا بعد يوم، فالديمقراطية التي تتغنَّى بها الدول المتقدمة ليل نهار هي السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من مستويات منحدرة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، فلا علاقة لتقدُّمها بالديمقراطية، ويحاول الكاتبان أن يهدما المعتقدات الكاذبة التي رسَّختها الحكومات في عقول شعوبها عن الديمقراطية، كما قاما ببيان حقيقة ما آلت إليه الأمور في ظل الديمقراطية.
مؤلف كتاب ما وراء الديمقراطية
كارل بيكمان Karel Beckman: كاتب وصحفي، عمل بجريدة “الموارد المالية” الألمانية ومحرِّر بصحيفة “إنيرچي بوست”.
فرانك كارستن Frank Karsten: كاتب ومؤسس معهد “ميزس”، له العديد من الأحاديث المصوَّرة عن الدولة وتدخُّلها في حياة المواطنين.
من أهم أعمالهما:
De Staat Voorbij
Beyond Democracy