أرامكو في منتصف الصحراء
أرامكو في منتصف الصحراء
من البحر الأزرق إلى الرمال الصفراء، ينتقل “المغلوث” إلى معمل أرامكو السعودية لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية، والذي يبعد 245 كيلومترًا عن مدينة الظهران، حيث تجد المعمل في منتصف الصحراء راسخًا بأعمدة الديمونثايزر -تفصل غاز الميثين عن الغاز الطبيعي- والتي يصل ارتفاعها إلى 60 مترًا، ويعمل في هذا العمل نحو 1983 مهندسًا وعاملًا لمعالجة أربعة بلايين قدم مكعبة قياسية من لقيم الغاز، وإنتاج نحو 310 آلاف برميل من الإيثان ومنتجات الغاز الطبيعي يوميًّا، ويتذكَّر الكاتب لقاءه مع اللحام “حسين الحساوي” الذي تحدث عن عمله في أرامكو قائلًا: “سأذهب غدًا لأُقبِّل جبين أبي الذي طرد كسلي وتردُّدي من أعماقي، وجعلني شخصًا مستقلًّا”.
هناك، يعرف النظام طريقَهُ المعهود عن إنجازات أرامكو، حيث يخضع العُمَّال وخصوصًا اللحامين إلى تدريب مكثَّف في معهد التدريب في الأوجام -شرق مدينة القطيف- لمدة أربعة أشهر قبل التعيين، ولعل إحدى النقاط الإيجابية في النظام الإداري لدى أرامكو هو الاهتمام الشديد بالفنيين من حيث التدريب والعوائد المادية والامتيازات، وفي الحقيقة فكانت سعوَدة مشروع الحوية آنذاك تصل فقط إلى 55%، بينما توجد الخبرات الدولية باستمرار لاستكمال المهام بأعلى جودة تشارك فيه دول إيطاليا وكندا واليابان وسنغافورة، وبإجماع عام من قبل العديد من العاملين الذين التقاهم “المغلوث” في رحلته داخل أرامكو وبالأخص محطة توزيع الجوف، فقد وجد أنهم يعتزُّون بوجودهم داخل تلك الشركة العالمية التي تُعد الأكبر في العالم، ولا ينكرون أنها تأخذ بعض الأشياء كما تُعطي، كصرامة العمل وجديته والابتعاد عن أُسرهم وعوائلهم.
الفكرة من كتاب أرامكويُّون.. من نهر الهان إلى سهول لومبارديا
تُعتبر شركة أرامكو السعودية أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، وتعادل أرباحها أرباح شركات أبل وجوجل وإكسون موبيل مجتمعين، هي شركة واحدة لكنها تؤمِّن عُشر إمدادات العالم من النفط، وبلا مبالغة فهي عصب الاقتصاد السعودي، إذًا فكيف هي أرامكو من الداخل؟
كيف يعمل النظام الإداري للحفاظ على هذه القوة الاقتصادية دون فقدان للسيطرة خصوصًا أن أذرعها ممتدة في الصحاري كما البحار والمحيطات، وبمعنى أوضح كيف هي حياة موظف أرامكو؟ يجيب الكاتب على هذه التساؤلات بادئًا بالبعثات الطلابية التي تنفِّذها الشركة ومرورًا بالحقول والمكاتب في دول العالم.
مؤلف كتاب أرامكويُّون.. من نهر الهان إلى سهول لومبارديا
الدكتور عبد الله المغلوث: هو كاتب صحفي ومؤلف سعودي، حصل على درجة البكالوريوس في تخصصي الاتصالات وتقنيات التسويق من جامعة ويبر الحكومية، كما نال شهادة الدكتوراه في الإعلام من جامعة سالفورد في مانشستر، تقلَّد مناصب عدة منذ بدء عمله في شركة أرامكو السعودية عام 2005، ويعمل الآن متحدثًا رسميًّا لوزارة الثقافة والإعلام ومدير مركز الاتصال الحكومي بالسعودية.
ومن أهم مؤلفاته:
غدًا أجمل.
الساعة 7:46 مساءً.
حلاوة القهوة في مرارتها.