أدوار مقلوبة
أدوار مقلوبة
زوجتي مسترجلة، عصبية ومتسلِّطة وعنيدة، عندما تستمع لتلك الشكوى لا بد أن تبحث عن منبع المشكلة هل هي الزوجة حقًّا، أم أن ضعف الرجل هو ما سبَّب تمرُّد الزوجة، ليصير كلاهما في معاناة، لا هو يحس برجولته، ولا هي تحس بأنوثتها، ولا برجولته أيضًا، ولا شك أن بيئة وثقافة الإنسان تؤثر في أدائه لدوره الذكوري أو الأنثوي، لكن العامل الأكبر هو الفطرة، فالله خلق الكون على صورة أزواج متمايزة وأودع في كل زوج ما يميزه عن الآخر، ومن ثم يحدِّد دوره، فيؤديه بتلقائية فطرية ودونما تخطيط، لذا فإن منازعة أي طرف للآخر في دوره يسبِّب خللًا شديدًا، وهي ليست مسألة قوة أو ضعف، بقدر ما هي مسؤوليات وأدوار ومساحات.
وفي أغلب الحالات فإن المسؤولية الأولى تكون على الرجل في تحديد تلك المساحات وضبطها، لذا حينما يترك الرجل مساحة فارغة كان ينبغي له ملؤها، فإن المرأة تمتد فيها وتكسبها لصفها، فيتقدم دورها على حساب تراجع دوره، ولا تكون الزوجة سعيدة بذلك رغم كل شيء، وبالتأكيد لا يسعد به الرجل أيضًا، ويكون الأمر وبالًا على الأبناء الذين ينشأون في بيئة غير متزنة، يأخذون منها مفاهيم شائهة عن الرجولة والأنوثة.
وأحيانًا تكون المرأة هي أصل المشكلة تعامل زوجها الند بالند، ولا ننكر أن لكل علاقة شخصيتها المتفرِّدة وفقًا لطباع الزوج والزوجة وتكوينهما وثقافتهما، ودرجة اقتراب كلٍّ منهما من رجولته أو أنوثتها، فلا بد من الحفاظ على الأدوار الصحيحة لكلٍّ منهما.
الفكرة من كتاب الزوج أول من يشكو
إن الرجل هو عماد الأسرة والمسؤول الأول عن استمرارها وحفظ أركانها، ولا يكون ذلك إلا لرجل حقيقي، تركن إليه أنثاه وتطمئن، فتطيعه وتستسلم له راغبة محبَّة فتكون بين يديه أنثى حقيقية، أما إذا لم تكن رجولته مكتملة في عينيها فإن نفس تلك المرأة تتحوَّل إلى وحش لا يُروَّض، ورجولة الرجل ليست فحولته، وإنما سلوكه النابع من قيمه ومبادئه، ولما يراه الكاتب من عظم دور الرجل في أسرته، أفرد كتابه هذا لعرض المشكلات الزوجية الناتجة عن “اهتزاز صورة الرجل أمام زوجته، أو أمام نفسه”، مشيرًا إلى بعض المفاهيم حول حقيقة الرجولة والأنوثة.
مؤلف كتاب الزوج أول من يشكو
عادل صادق طبيب نفسي وكاتب مصري، ولد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية، عمل بالتدريس، وكان رئيسًا لقسم الأمراض النفسية والعصبية، وأسَّس مستشفى للأمراض النفسية والإدمان باسمه عام 2000، وكان رئيس تحرير مجلة الجديد للطب النفسي، وتوفي عام 2004، بعد أن ترك ما يزيد على ثلاثين كتابًا بالعربية والإنجليزية في مجالات الطب النفسي والأسرة.
ومن أبرز مؤلفاته:
متاعب الزواج.
مباريات سيكولوجية.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.