أدوار علم النفس في المحاكم
أدوار علم النفس في المحاكم
لقد تنامى دور خبراء علم النفس الشرعي في مساعدة الهيئات القضائية على الوصول إلى أحكامٍ عادلة عن طريق أساليب تقييم شاملة للجريمة والمجرم، وبالتالي تفسير منطقي وعقلي وتتابعي للسلوك الإجرامي، ومن ثم كان للخبراء أدوار كثيرة حددتها القوانين وكتب علم النفس الأولى، لذلك تستمر الدول في استحداث القوانين والتنظيمات التي تعزِّز من مساهمات علماء النفس بصورة متزايدة، من أهم الأدوار ممارسة الدور الإكلينيكي الذي يقوم على الخبرة العميقة والعلاقة الطويلة التي عاشها علماء علم النفس بين أوساط المرضى والأوساط العلاجية في المستشفيات وغيرها، ما يجعلهم قادرين على فهم الأمراض العقلية ومساعدة المرضى، لذا يتفوق عالم النفس مهارةً على المحامين في المناقشة، وغيرها من أساليب الحوار نتيجة الاستيعاب الكامل لكل كلمة وفعل يقوم به المريض النفسي المتهم بجريمة ما، وهناك مثالٌ على ذلك كتلك السيدة التي اتهمت بسرقة شيء ما وتقدم عاملٌ معها بالاعتراف أنه هو الذي سرق، وبعد حوار معه من جانب خبير نفسي عرف أنه يتعلق عاطفيًّا بالمرأة المتهمة وفعل ذلك رغبةً في حمايتها.
ويتمثل الدور الثاني في عملية التقييم، وتشمل تقييم درجة السلامة العقلية للمتهمين وما يحتويه عقله اللاواعي من أفكار واتجاهات، كما يتم تحديد الدوافع والأفكار الخفية التي تحركه، فيتم استنباط سبب إقدام المتهم على ارتكاب تلك الجريمة. ويشمل نظام التقييم اختبارات كثيرة كالاختبارات النفسية واختبارات الذكاء واختبارات القدرة العقلية والذاكرة والتحصيل الدراسي، واختبارات المهارات المعرفية، كما أن هناك اختبارات لقياس الشخصية مثل تلك التي تحدد طريقة التفاعلات الاجتماعية أو درجة التأقلم مع التوتر، ولعل أشهر تلك الأساليب ما يُنسب إلى أفكار فرويد عن العقل اللاواعي ألا وهي الأساليب “الإسقاطية”، أي معرفة ما سيقوله الشخص عند التعرض لصورٍ أو تعبيرات رمزية ما، فهي بصورة أو بأخرى تعبِّر عن أفكار ومعتقدات تسكن عقله اللاواعي، وتمثل جزءًا من تفكيره وأفعاله على أرض الواقع.
لكن الدور الأهم هو توحيد مقاييس الاختبارات النفسية، حيث تعد حجر أساس للحصول على معلومات ذات معنى وتفيد الهيئات المختصة، أشهر الطرق لذلك هي جعل المئات والآلاف يؤدون الاختبارات ثم يتم تحليل الاستجابات المختلفة بمقارنتها معًا، وكذا بالمعايير الخارجية التي يطلق عليها “معايير صدق الاختبار”، وبالتالي أصبح هناك معايير ثابتة، كل معيار يمثل درجة رقمية معينة ضمن ناتج كلي للاختبار، ويتم تقييم إجابة المتهم وفقًا لتلك المعايير والحصول على مجموع من الدرجات يتم تقييم الشخص اعتمادًا عليه.
الفكرة من كتاب علم النفس الشرعي
إن علم النفس الشرعي هو العلم الذي يبحث في شخصيات ونفوس المجرمين محاولًا إبداء تصوُّرات محتملة لتحوُّل بعض الأشخاص دون غيرهم إلى مجرمين..
يبين الكاتب الطفرة التي حدثت بتضمين علم النفس وخبراته في المجال الشرعي والقضائي ، وبالأخص داخل المحاكم وأماكن التحقيقات، ويوضح المزايا المكتسبة من علم النفس وما أحدثه في تفسير سلوك المجرمين، وتحليل شخصياتهم بطريقة علاجية ووقائية.
مؤلف كتاب علم النفس الشرعي
ديفيد كانتر David Canter: كاتب وطبيب نفسي، ولد في الخامس من يناير عام ١٩٤٤ وتخرج في جامعة ليفربول، بدأ حياته طبيبًا نفسيًّا معماريًّا يدرس التفاعلات بين الأفراد والمباني، ويقدم الاستشارات عن تصميمات المكاتب والمدارس والسجون.
له كثير من المؤلفات في علم النفس، أهمها:
الظلال الإجرامية.
علم النفس والقانون.
علم نفس التحقيقات.
علم النفس الإجرامي.